-الخشوع قال تعالى: -ayah text-primary">﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ﴾ (الحديد: ١٦).
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (لم يكن بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين)(٣٣).
ونحن اليوم يمكث أحدنا في حلقات أو مدارس تحفيظ القرآن متعلماً أو معلماً عشرات السنين، ولا يسأل نفسه هل خشع قلبه؟ هل لان؟ هل....!
-التداوي قال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ (الإسراء: ٨٢).
شفاء القلوب والأبدان، وكمال الانتفاع بالقرآن في هذا المجال يكون إذا اقترنت قوة إيمان القارئ مع قوة إيمان المقروء عليه.
وإلا فقد ثبت تأثير القرآن على غير أبدان المسلمين.
ولكن المحزن اليوم أن نجد الناس بين طرفي نقيض في العلاج والتداوي بالقرآن، فبين غال في شخص القارئ، معتقد فيه ما لا يجوز غافل عن أن التأثير إنما هو للقرآن. وبين جاف مفرط في هذا الباب من التداوي، فيطرق أبواب من يستطيع من الأطباء، وبين يديه كتاب الله، لا يخطر بباله لحظة أن يستشفي به - ومن أكبر مظاهر التأثر الإيماني البحث عن الجوانب العملية في القرآن - وهي كثيرة - لنصل إلى العمل بالقرآن فالقرآن كله عمل، عمل قلبي، وعمل الجوارح. إننا ونحن نعلم أنفسنا وأبناء المسلمين القرآن الكريم يجب أن ننتبه إلى أهمية هذه الآثار وغيرها، وأهمية اتصاف الدارسين بها وتخلقهم بها.
وقد ورد في الأثر عن قتادة وأويس القرني: (لم يجالس أحد هذا القرآن إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، قضاء من الله الذي قضى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)(٣٤).
فماذا نختار لأنفسنا وطلابنا؟!
المبحث الثاني
آثار الضعف الإيماني لدى الفرد والمجتمع، ومظاهره، وعلاجه


الصفحة التالية
Icon