ومن تلك النماذج التي قصها علينا في كتابه: ﴿ qèd الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٢٢) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ (يونس: ٢٢، ٢٣)، وقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾ (فصلت: ٥١).
والناس الموصوفون بذلك الداء في تلك الآيات ليسوا من الكفار فقط بل يدخل فيهم فئام شتى من المسلمين، مما يستدعي الوقوف مع تلك الظاهرة ومعالجتها.
-الانغماس في الدنيا والقناعة بها عن الآخرة:
إن الإخلاد التام إلى الدنيا، والغفلة عن الآخرة مرض مستشر في سائر الأمم، ولذلك حفل القرآن بذكر نماذج من الأمم أعمتها الدنيا بزخرفها وزينتها عن تذكر الآخرة والعمل لها، كل ذلك من أجل أن يحذر أفراد هذه الأمة من الوقوع في هذه الصفة.
ومن أبرز تلك الأمثلة قارون، وثمود، وعاد، وغيرهم من الأفراد والأمم.
وهذه النماذج اليسيرة من المظاهر ليست نافية لغيرها بل هي على سبيل الإشارة والتمثيل.
ومما ينبغي ذكره في سبل علاج هذه المظاهر والأدواء:
-الصلة الحقة بالقرآن، لكل أفراد المجتمع وشرائحه وأطيافه.
كثير من حلقات التحفيظ اليوم متقصرة في إفادتها على الطلاب أو الصغار خاصة، وفائدتها محروم منها كثير من النساء، وغالب الكبار والموظفين.