أما إذا قصدنا المفهوم الروحاني للإيمان وهو ما يتبادر إلى الذهن سريعاً ويتجه الحديث إليه عند ذكر كلمة الإيمان وهذا الاستعمال - الثالث - هو الذي يتفق مع محاور هذا الملتقى (آثار تعلم القرآن - الأثر الإيماني - الأثر الاجتماعي) وإلا فالمحاور كلها داخلة في الإيمان بمعناه الواسع الشامل.
وقد حاولت في بحثي أن أوفق بين هذه المفاهيم الثلاثة للإيمان وأبرزت أثر تعلم القرآن في وجودها في المجتمع.
أن الكتابة في آداب تلاوة وتعلم كتاب الله تكاد تكون غير محصورة، لكن القليل منها الذي يشير إلى الأثر العملي من التزام هذه الآداب.
وأزعم أن كتابتي هذه حاولت الاقتراب كثيراً من موضع الداء وبذلت من الجهد كثيراً في إيصال الدواء.
وقد حرصت في بحثي هذا على الإيجاز - قدر الإمكان - مراعياً المهم من قواعد البحث العلمي، من عزو للآيات، وتخريج للأحاديث والآثار متحرياً فيها الصحة قد الإمكان، وتوثيق النقول من المصادر والمراجع مذيلاً البحث بفهارس كاشفة.
…أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لكل خير وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
العباس بن حسين الحازمي
الفصل الأول
أسباب التأثر الإيماني، وموانعه
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: أسباب التأثر الإيماني لدى الفرد والمجتمع.
المبحث الثاني: موانع التأثر الإيماني بالقرآن لدى الفرد والمجتمع.
المبحث الأول
أسباب التأثر الإيماني للفرد والمجتمع
إن نظرة متأنية فاحصة لكثير مما كتب حول آداب قارئ القرآن وأخلاق حملته وشروط ومبادئ الانتفاع به، وسبل فهمه والاهتداء بهديه. تضع أيدينا على الأسباب الحقيقية للتأثر الإيماني بالقرآن.
ويمكن أن نجمل أسباب التأثر في ثلاثة أسباب رئيسية:
أولاً: آداب التلاوة عموماً: وذلك أن الالتزام بتلك الآداب سبب من أسباب التأثر الإيماني، وهي على قسمين.
أ-آداب حسية:


الصفحة التالية
Icon