مثل الطهارة، والسواك، واستقبال القبلة، والسكينة والوقار، والترتيل والتجويد، واجتناب الحركة الكثيرة واللغط والضحط والتلفت أثناء القراءة(١).
ب-آداب معنوية:
-تعظيم الله، والخوف منه، ومحبته، فكلما عظم خوف الله في قلب الإنسان، وازدادت محبته فيه، كلما أحب القرآن ورغب في تلاوته.
-جمع القلب وحضوره عند التلاوة كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ (ق: ٣٧).
-التوبة، والابتعاد عن المعاصي، وكثرة الاستغفار، وذلك لأن المعاصي أثرها المباشر على القلب، والقلب هو أداة استقبال أثر القرآن.
وفي التوبة والاستغفار تطهير للأدوات التي يتعامل بها مع القرآن، كاللسان، والآذان، والبصر، والقلب، يقول ابن القيم رحمه الله: (فمن غض بصره عما حرم الله عوضه الله تعالى من جنسه ما هو خير منه، فكلما أمسك نور بصره عن المحرمات، أطلق الله نور بصيرته وقلبه فيرى به ما لم يره من أطلق بصره ولم يغضه عن محارم الله تعالى... فإن القلب كالمرآة والهوى كالصدأ فيها فإذا خلصت المرآة من الصدأ انطبعت فيها صور الحقائق كما هي عليه، وإذا صدئت لم تنطبع فيها صور المعلومات فيكون علمه وكلامه من باب الخرص والظنون)(٢).
-الإخلاص في تلاوته، وفي مراده بالتدبر.
-الاستعاذة، وليس المراد هنا مجرد التلفظ بالتعوذ ولكن الاستعاذة الحقيقية متضمنة لعداوة حقيقية للشيطان والتجاء حقيقي إلى الرحمن.
لذا فإن المواضع الثلاثة المأمور فيها العبد بالاستعاذة عموماً في القرآن الكريم وهي الأعراف والمؤمنون وفصلت (الآيات ٢٠٠/ الأعراف، ٩٧/ المؤمنون، ٣٦/ فصلت) نلحظ فيها أن الله أمر قبلها بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه ليعود إلى الموادة والمصافاة.
قال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ (الأعراف: ١٩٩).


الصفحة التالية
Icon