قال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴾ (المؤمنون: ٩٦).
قال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ (فصلت: ٣٤).
أما الشيطان فيأمر الله بالاستعاذة به منه لا محالة، إذ لا يقبل مصانعة ولا إحساناً، ولا يبغي غير هلاك بني آدم(٣).
والاستعاذة كذلك، طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث والزور، وتهيؤ لتلاوة كتاب الله(٤).
-اختيار الزمان والمكان الملائمين:
وهذا السبب وإن كان حسياً إلا أن أثره المعنوي لا يخفى.
فأفضل التلاوة ما كانت في صلاة وفي الليل خاصة قال تعالى: ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ (المزمل: ٦).
ثم ما كان في الفجر، ولذلك استحب إطالة القراءة في صلاة الفجر وسميت قرآن الفجر قال تعالى: ﴿ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ (الإسراء: ٧٨).
ولحديث عمر رضي الله عنه (من نام عن حزبه من الليل فقرأه ما بين الفجر والظهر فكأنما قرأه من الليل)(٥).
وأفضل الأماكن لقراءته وتدبره المساجد، ثم ما يمكن دخول الملائكة إليه.
ثانياً: أسباب متعلقة بالفهم والتدبر:
-كالفهم العام لمعاني القرآن الكلية التي تنزل القرآن لتعميقها في النفوس كوحدانية الله، ورسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحكمة في خلق الكون، ومآل الكون ومصيره.
-الانشغال الدائم بتدبر القرآن ومحاولة التأثر به، وتلمس السلوك العملي الذي يدعو إليه القرآن.
كما يقول بعض السلف (نزل القرآن ليعمل الناس به فاتخذ الناس تلاوته عملاً)(٦).
فمهما قيل في الأجور المترتبة على تلاوة القرآن، فإن الثواب المترتب على العمل به أعظم، وإنما كان تكثير ثواب التلاوة ليسوق الناس إلى العمل بالقرآن والتخلق بأخلاقه.