الأمثال تُبرِز المعقول في صورة محسوس يلمسه الناس فيتقبله العقل، لأن المعاني المعقولة لاتستقر في الذهن، إلا إذا صيغت في صورة حية قريبة الفهم، وتكشف الأمثال عن الحقائق وتعرض الغائب في معرض الحاضر. وتجمع الأمثال المعنى الرائع في عبارة موجزة.
والأمثال في القرآن كثيرة ؛ وهي تؤدّي دورا هاما وبالغا في : التأثير في العواطف، والتأثير في السلوك الإنساني، وغرس القيم الإسلامية في نفس المسلم ؛ فيما لو استُعمِلت بحكمة وفي الظروف المناسبة. ولذلك أبرزها القرآن، واهتم بضربها، قال تعالى :﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾(١)، وقال تعالى :﴿... وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾(٢).
الموعظة والنصيحة :
للتربية بالوعظ دور هام في غرس القيم الإسلامية. والقرآن الكريم زاخر بالمواعظ، قال تعالى :﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾(٣). وأسلوب المواعظ القرآنية تربوي رائع يبغي كمال الإنسان ؛ بحيث يجب أن يتعلمه المعلم والمتعلم ؛ إذ هي صادرة عن حكمة وليس عن هوى.
القدوة:
تعني القدوة هنا : أن يكون المربي أو الداعي مثالا يُحتذََى به في أفعاله وتصرفاته. وقد أشاد القرآن الكريم بهذه الوسيلة فقال تعالى :﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾(٤). فالمصطفى - ﷺ - هو القدوة الحسنة للمسلمين جميعا بسيرته الزكية ؛ التي هي في حقيقتها دعوة عملية إلى الإسلام بكل ما يحمله من مبادئ وقيم تدعو للخير والفضيلة.
(٢) سورة الحشر : ٢١.
(٣) سوة يونس : ٥٧.
(٤) سورة الأحزاب : ٢١.