وقال تعالى :﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾(١)، وقال تعالى :﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾(٢)، وقال تعالى :﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا﴾(٣)، أي : اصبر يا محمد على تكذيبهم لك وكفرهم بما جئت به صبراً جميلاً لا جزع فيه ولا شكوى إلى غير الله. وهذا معنى الصبر الجميل. وقيل : هو أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يُدرَى بأنه مصاب.( (٤) )
وقال تعالى :﴿أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾(٥) كانت العجلة - وهي الإتيان بالشيء قبل حينه الأولى به - نقصاً ظاهراً لا يحمل عليها إلا في ضيق العطن ( (٦) ).
وقال تعالى :﴿قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾(٧)، وقال تعالى :﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ﴾(٨)، أمره بالائتساء في العزم على النفوذ لذلك بأولي العزم من قبله من رسله الذين صبروا على عظيم ما لَقُوا فيه من قومهم من المكاره، ونالهم فيه منهم من الأذى والشدائد ( (٩) )
الاعتدال وذم الاسراف والبخل :

(١) سورة الروم : ٦٠.
(٢) سورة غافر : ٥٥.
(٣) سورة المعارج : ٥.
(٤) تفسير فتح القدير – الشوكاني
(٥) سورة النحل : ١.
(٦) تفسير البقاعي
(٧) سورة النمل : ٤٦.
(٨) سورة الأحقاف : ٣٥.
(٩) تفسير الطبري


الصفحة التالية
Icon