وحُسن العشرة عمل يرضي الله تعالى، ويشيع الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة والمجتمع، ويقوي روابط المجتمع، وينمي الصِّلات الاجتماعية الحميدة، ويؤدى الى الإخلاص بين الأفراد، ويزيد من حرص المسلم على أخيه المسلم، ويعطي القدوة والمثل الأعلى، ويزيل الأحقاد والعداوة والحسد من القلوب ( (١) ).
الحلم والرحمة:
الحلم من صفات الأنبياء ؛ قال تعالى :﴿قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾(٢)، الذي لا يحمله الغضب أن يفعل ما لم يكن ليفعله في حال الرّضى. وقال تعالى :﴿... إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾(٣). الأواه : كثير الدعاء والشكوى إلى الله تعالى. والحليم : الذي لا يغضب ولا يؤاخِذ بالذنب.( (٤) )
ومن الأسباب الباعثة على الحلم ؛ وبعضها أفضل من بعض : الرحمة للجهال، والقدرة على الانتصار، والترفع عن السباب، والاستهانة بالمسئ، والاستحياء من جزاء الجواب، وصيانة النفس، والتفضل على الساب، واستنكاف الساب وقطع السباب، والخوف من العقوبة على الجواب لضعف النفس، والرعاية للوفاء وحسن العهد، والمكر وتوقع الفرص الخفية ( (٥) ).
وقال تعالى :﴿ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ﴾(٦)، وقال تعالى :﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾(٧).

(١) موسوعة نضرة النعيم (٥/١٦٢٣) بتصرف
(٢) سورة هو : ٨٧.
(٣) سورة التوبة : ١١٤.
(٤) ايسر التفاسير – ابو بكر الجزائري
(٥) ادب الدنيا والدين - الماوردي
(٦) سورة البقرة : ٦٤.
(٧) سورة البقرة : ١٥٧.


الصفحة التالية
Icon