أثر الأخلاق الإسلامية على المجتمع :
إن هذه القيم والمبادئ التي تحتويها ثقافة المجتمع المسلم ؛ باعتبارها الإطار المرجعي لكافة سلوكيات الفرد والجماعة، وهي التي تمثل القيم والأخلاق والمهارات والأذواق.. وما إلى ذلك مما يكتسبه الإنسان، ويشكّل شخصيته القيمية والأخلاقية. وهذه الثقافة تقوم على مبدأ التوحيد ؛ حيث تشتق منه وتدور حوله كافه القيم الإسلامية ؛ باعتبارها معايير واقعية، توجه جميع أفعال الفرد في مختلف المواقف الفردية والجماعية.
وقد صحّح القرآن علاقة الإنسان بما حوله ؛ بأن جعلها علاقة تعاطُف وتعارُف ؛ فلا عبودية لها ولا تأليه، ولااستهانة ولاإنكار. وقد ربى القرآنُ الإنسان على حضور واع، واتخذ في هذا السبيل طرقا مختلفة لعملية التصحيح، وكان أول ما قام به هو تصحيح علاقة الإنسان بخالقه، وغرس في نفسه التوحيد الدافع لكل كمال ومِنْ ثَمَّ يصبح مجتمعه متصفا بهذا الكمال.
ومن الآثار الظاهرة للقيم الخلقية الإسلامية على المجتمع المسلم :
( المحافظة على المجتمع وتماسكه، فتحدد له أهداف حياته ومُثُلَه العليا، ومبادئه الثابتة المستقرة، التي تحفظ له هذا التماسك والثبات اللازمين لممارسة حياة اجتماعية سليمة متواصلة.
( تساعد المجتمع على مواجهة التغييرات التي تحدث فيه، بتحديدها الاختيارات الصحيحة والسليمة التي تسهل على الناس حياتهم، وتحفظ على المجتمع استقراره وكيانه في إطار موحَّد.
( تربط أجزاء ثقافة المجتمع بعضها ببعض حتى تبدو متناسقة، كما أنها تعمل على إعطاء النظم الاجتماعية أساسا إيمانيا وعقليا يصبح عقيدة في ذهن أعضاء المجتمع المنتمين والمتفاعلين بهذه الثقافة.


الصفحة التالية
Icon