و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي ﷺ أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان، حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله ﷺ القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة(١).
فهذه سنة تلقي القرآن الكريم الأخذ مشافهة، فكل قارئ للقرآن يتّصل سنده إلى هذا السند الربّاني عن محمد ﷺ عن جبريل عليه السلام عن الله سبحانه وتعالى.
( و ) التربية الجماعية :
إن التربية الجماعية هي من أنجح السبل في استكمال جوانب الشخصية لدى الفرد، وحلقات التحفيظ التي تساعد على الخلطة التربوية الجيّدة، والتعليم والتعلم لا يكون بغير الخلطة، ومن خلال هذه الخلطة الصالحة يتربى الطالب على الأخلاق الفاضلة والخلال الحميدة، مثل التضحية والبذل والإيثار والسماحة والتعاون إلى غير ذلك من الصفات التي لا يمكن اكتسابها في العزلة.
فهذه التربية الجماعية التي تهيؤها حلقات التحفيظ تساعد على تكوين مجتمع مترابط متآلف، قائم على المودة والتراحم والتعاون.
وهو ما يؤكده حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم؛ أعظم أجرًا من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم» (٢).
(٢) أخرجه ابن ماجه في الفتن، باب الصبر على البلاء (٤٠٣٢). وحسّنه الألباني في الصحيحة (٩٣٩)