لأن القرآن يربي على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويربط خيرية الأمّة بهذه القضية.
لذا فإن الظواهر السلبية في المجتمع من التقاطع والتدابر، وضياع حقوق الجوار، وأكل أموال اليتامى وظلم الأرامل، وكذلك المنكرات والفواحش إن لم تزل بالكامل فإنّها لن تكون ظاهرة في المجتمع.
المبحث الثالث :
أصول وضوابط
لتحقيق الأثر التربوي والخلقي لتعليم القرآن الكريم
إنّ تحديد الآثار التربوية والخلقية ينبغي أن يسند إلى أصول وضوابط تعين في تلمسها وتحقيقها، وقد جهدتُ هنا في ذكر بعض هذه الأصول والضوابط التي تدل على غيرها من الأصول والضوابط:
(١) تحققها نسبي :
الآثار التربوية والخُلقية التي يرجى تحققها من تعلم القرآن الكريم على الفرد والمجتمع؛ توجد بنسب معيّنة، فقد تكون بعض هذه الآثار ظاهرة واضحة يلمسها الناظر إليها لأول وهلة، ولكنها لا تنعدم على العموم في الفرد أو المجتمع.
لذا فإن الدعاة والمصلحون والمعلمون عليهم تأمل هذه الآثار، ومحاولة إبراز ما كان خافيًا منها، غير ظاهر ودراسة الأسباب، وتقديم الحلول.
(٢) يسبق التأثر الصحيح تصور صحيح :
يجب على المربي أن يحرص على إيصال المعاني التربوية التي يتعلمها الطالب من خلال الشرح المبسط وربطها بالمناسبات، واستغلال الأحداث، لتتنقل هذه المعاني إلى سلوكهم وأخلاقهم.
وأن لا يكون تعلمه للقرآن بعيدًا عن العمل به، والتأدب بآدابه من خلال فهمه للمعنى العام لها.
(٣) التكامل :
يجب علينا أثناء تعليم الطالب للقرآن ولمعانيه أن لا نغفل أهمية التكامل في بنائه وتربيته مع واقعه داخل أسرته، بمعنى: يجب على القائمين على هذه الحلقات مدّ الجسور مع أسرة الطالب، وتهيئة الأجواء الأسرية له لينطلق في تعلمه للقرآن، وتطبيقه لمعانيها.
وكثيرًا ما ينقطع الطالب عن تعلم القرآن بسبب الحلقة المفقودة في سلسلة التواصل بين حلقات تعليم القرآن وبين أسرة الطالب.
(٤) تحقق الخيرية بالتعليم :