بحمد الله تعالى ثنيتُ ركبي في هذه الحلق، متعلمًا أمسك بألواحي، وأتلقى عن معلمي، فيقوّم عوج لساني ويسدد خلله، وسوف أحاول بيان بعض الآثار التربوية والخلقية التي شعرتُ بها، ولمستها في تجربتي، من ذلك:
١- حفظ الأوقات واستثمارها :
إنّ الطالب في حلق تحفيظ القرآن الكريم يقضي فيها ما لا يقل عن ساعتين يوميًا في قراءة القرآن الكريم، واستظهار آياته، وللمنعم للنظر أن يتأمل قول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم :«من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» (١).
فينظر أيّ حفظ للأوقات واستثمار لها في حلق تحفيظ القرآن الكريم، ولو أجرينا معادلة بسيرة في سورة الفاتحة، ونظرنا إلى عدد حروفها ومضاعفة المجموع عشر مرات، مع ما تأخذه من وقت لقراءتها، لرجونا أن يكون الطالب في حلق تحفيظ القرآن الكريم أحد الاثنين الذين جاء ذكرهم في قول النبيّ ﷺ :«لا حسد إلا في اثنتين؛ رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له، فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل. ورجل آتاه الله مالاً، فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل» (٢).
غير أن الوقت الذي يقضيه الطالب في حلق التحفيظ يُحْفَظُ فيه من أمور كثيرة إن لم تؤثر فيه سلبًا، فإنها لن تجرّ إليه نفعًا.
٢- زيادة الإيمان :
إن النفس تزكو، والإيمان يزداد بصحبة القرآن الكريم، سواء أكان ذلك في حلق تحفيظ القرآن الكريم أو كان القارئ في خلوة بعيدًا عن أعين الناس.
(٢) أخرجه البخاري في فضائل القرآن، باب اغتباط صاحب القرآن (٥٠٢٦) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.