وقد صرّح الله تبارك وتعالى بزيادة الإيمان عند تلاوة كتابه، والاستماع إليها ومذاكرتها في أكثر من آية، قال الله تعالى : ؟إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ؟ (الأنفال: ٢).
وقال الله الكريم الرحيم: ؟وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ؟ (التوبة: ١٢٤).
قال الشنقيطي رحمه الله تعالى :(فكل هذه الآيات فيها الدلالة على أنهم إذا سمعوا آيات ربهم تتلى تأثروا تأثراً عظيماً يحصل منه لبعضهم البكاء والسجود ولبعضهم قشعريرة الجلد ولين القلوب والجلود ونحو ذلك) (١).
وقال رسول الله الهُدى صلى الله عليه وسلم: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» (٢).
قال النووي: (وفي هذا : دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد وهو مذهبنا ومذهب الجمهور) (٣).
٣- التميز :
إن الذي يتعلّم القرآن الكريم في حلق تحفيظ القرآن الكريم أو في غيرها، يجد من نفسه ميلاً إلى تمثل معاني هذه الآيات في أقواله وأفعاله، وهذا من أثر القرآن عليه، وبركته، فتجد عليه سمت الصالحين، ودلّهم متمثلة فيه.

(١) أضواء البيان (٣/٤٤٣).
(٢) أخرجه مسلم في الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن والذكر (٢٦٩٩) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) شرح صحيح مسلم للنووي (١٧/٢١).


الصفحة التالية
Icon