إن كتاب الله تعالى الذي أنزله مهيمنًا على جميع الكتب السماوية، نزل به أفضل ملائكته، على أفضل رسله محمد صلى الله عليه وسلم، لخير أمّة أخرجت للناس، أخرجتهم من الظلمات إلى النور حُقّ له أن يتبوأ مكانة في قلوب المسلمين تعظيمًا وإجلالاً.
فغدا المسلمون يعرفون بسمت خاص مع كتاب الله تعالى، فيحرصون على الطهارة عند تلاوته بكل أبعادها وزواياها؛ طهارة البدن وطهارة المكان وطهارة اللباس وطهارة الفم، وفوق ذلك كلّه طهارة القلب ونقاؤه من الشرك والريب والشك، كلّ ذلك من أثر تعلمهم للقرآن الكريم.
قال الله تعالى : ؟إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ. فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ. لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ؟ (الواقعة: ٧٧ – ٧٩).
وقال ﷺ في كتابه إلى أهل اليمن: «لا يمسّ القرآن إلاّ طاهر» (١).
وإن ممّا يؤكد تعظيم القرآن في قلب قارئه أنّ الله عز وجل صانه وهو في سمواته، قال الله تعالى : ؟كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ. فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ. فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ. مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ. بِأَيْدِي سَفَرَةٍ. كِرَامٍ بَرَرَةٍ؟ (عبس: ١١ – ١٦). وقال تعالى : ؟بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ؟ (البروج: ٢١ – ٢٢).