كتب الله لهذا القرآن الحفظ والثبات ولم تكن هذه الميزة لكتاب آخر من الكتب السماوية السابقة ولقد أكرم الله تعالى هذه الأمة بهذا القرآن المعجزة الخالدة وأنزله على رسولنا محمد ﷺ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى الصراط المستقيم. كما جعل سبحانه وتعالى تلاوة القرآن من أبواب التجارة الرابحة ومنح قارئ القرآن مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة، قال ﷺ "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرآ القرآن وهو عليه شاق له أجران" (رواه البخاري ومسلم). وقد بيَّن عليه الصلاة والسلام فضل قارئ القرآن الكريم فقدمه على غيره في الدنيا والآخرة، فقدمه في الدنيا في الصلاة وفضله في الآخرة في درجات الجنة كل حسب ما معه من القران [١] [٢].
ولا يخفى على أحدٍ ما للعناية بكتاب الله وتدارسه وتعليمه وحفظه من فضل وما للانصراف إليه والانشغال به من الخير فهو كتاب الله المنزل من لدنه تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. قال رسول الله ﷺ "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده". وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين" [٣] [٤].


الصفحة التالية
Icon