ولا يخفى أننا مأمورون بالاهتمام بتجويد القران وترتيله وهذا الأمر يتوقف على المعرفة والأداء الصحيح لمفردات لغة القران الكريم والقراءة الصحيحة لكلماتها وجملها. ولهذا الهدف النبيل قَدّم المشتغلون بتدريس الهجاء في اللغة العربية الكثير من الجهود والطرق والمؤلفات النافعة سلفاً وخلفاً. ولقد كان التعليم الابتدائي في سالف الأزمان وفي جميع أقطار المسلمين يُركز تركيزاً أساسياً على تعليم قراءة القران الكريم وكان المدخل والأساس للوصول لذلك هو تدريس القاعدة البغدادية التي كانت تُدرس في جميع المساجد والكتاتيب والمدارس الحكومية على نطاق واسع، وما زال القليل من المسلمون يعتنون بها عناية تامة لتعليم أبنائهم وبناتهم الحروف العربية الهجائية وصفاتها وأشكالها وتجاويفها وحركاتها وهيئاتها وتكويناتها واتصالها بما قبلها وبعدها، تلك الحروف التي تُساعد وتُعين الطالب على تكوين الكلمات وإتقان الألفاظ خطاً ورسماً [٥].
وإن كان مما يؤسف له أن أغلب المدارس النظامية في العالم الإسلامي عدلت وتحولت عن تعليم وتدريس هذه الحروف باستخدام القاعدة البغدادية إلى أشكال أخرى يغلب عليها جانب الاختصار مما جعل التعليم الابتدائي في هذا المجال في معظم بلاد العالم الإسلامي في ضعف وتأخر.