انتهى إلى خمسِ آياتٍ منها، ثم قامَ إلى شَنٍّ معلَّقةٍ، فأطلقَ شناقَها، ثم صبَّ في الجفنةِ أو القصعةِ فأكبَّه بيدِه عليها، ثم توضأ منها وضوءاً خفيفاًً حسناً بين الوضوءين، لم يُكثِرْ وقد أبلَغَ، فجعلَ يصفُه ويقلِّلُه ثم أَوْكى القربةَ، فصلى ركعتينِ خفيفتينِ، قد قرأ فيهما بأمِّ القرآنِ في كلِّ ركعةٍ، ثم سلَّمَ، ثم أتى فراشَه، فسبَّح وكبرَ، حتى نامَ، فنامَ رسولُ الله ( حتى انتصفَ الليلُ أو قبلَه بقليلٍ أو بعدَه بقليلٍ ؛ استيقظَ رسولُ الله ( من آخرِ الليل فجلسَ يمسحُ النومَ عن وجهِه بيديه، ثم ذهبَ فتعارَّ ببصرِه إلى السماءِ، فقال : سبحانَ الملكِ القدوسِ ثلاثاً، ثم قرأ العشرَ الآياتِ الخواتِمَ من آلِ عمرانَ حتى ختمَ السورةَ، فقضى حاجتَه ثم رجعَ إلى البيتِ، فتسوَّكَ، ثم قامَ إلى شَنٍّ معَلَّقٍ على شجبٍ. وفي روايةٍ فأتى القربةَ فحَلَّ شناقَها، ثم توضأ وضوءاً هو الوضوءُ، فأحسنَ وضوءه، فمضمضَ ثلاثاً، وغسلَ وجهَه ثلاثاً، وذراعيه ثلاثاً، ومسحَ برأسِهِ وأذنيه، ثم غسلَ قدميه ثلاثاً، ولم يُرِقْ من الماءِ إلا قليلاً، ثم حرَّكَني فقمتُ، ثم أخذَ بُرْداً حضرمياً فتوشَّحَهُ، قال : أستيقظَ الغلامُ ؟ أقامَ الغلامُ ؟ ثم أتى مصلاه ثم قام يصلي متطوعاً من الليلِ، فقمتُ فتمَطَّيتُ، كراهيةَ أن يرى أني كنت أتَّقيه. وفي رواية : أرقبُه. قال ابن عباس : فقمتُ فصنعتُ مثلَ ما صنعَ، فقمتُ لما رأيته صنعَ ذلك إلى الشنِّ فاستفرَغْتُ منه، ثم توضأتُ كما رأيتُه توضأ، ثم ذهبتُ فدخلتُ عليه البيتَ، فقمتُ إلى جنبه عن يسارِه، وأنا أريدُ أن أصليَ بصلاته، فأمهلَ رسولُ الله ( حتى إذا عرف أني أريد أن أصليَ بصلاته فوضع يدَه اليمنى على رأسي فأخذ بذؤابتي - برأسي من ورائي - حتى أقامني عن يمينه، وقال بيدِه من ورائي فصليتُ خلفَه، فأخذ بعَضُدي من وراءِ ظهره، يعدلني كذلك من وراء ظهري،