وبعدَ هذا الشرح والبيان.............. فالنون والتنوين يظهران
عند حروف الحلق وهي ستة.............. وقلما يجهل هذا البتة
الهاء والهمزة ثم الحاء.............. والعين والغين معا والخاء
والسبب الموجب للبيان.............. البعد بين الحلق واللسان
وقد روى ورش عن الإمام.............. إمام دار هجرة الكرام
في الهمزة الإلقاءَ والتسهيلا.............. وكان من أصحابه جليلا
وعنه إسحاقٌ روى الإخفاء.............. في الغين والخاء كذا قد جاء
وعلة الهمزة في الإلقاء.............. جسوها والقرب للإخفاء
القول في قلبهما
والنون والتنوين عند الباء.............. حكمهما في النحو والأداء
أن يقلبا ميما بلا إدغام.............. في اللفظ في القرآن والكلام
من أجل صوت الميم والنداوة.............. وشركها للباء في التلاوة
انقلبا ميما بلا خلاف.............. فلا تكن في لفظها بالجافي
القول في إخفائهما
وما بقَى من أحرف القرآن.............. فالنون والتنوين يخفيان
في كلها وذاك ضرب صعب.............. أعني بذا الإخفاء وهو لقب
وليس كالإدغام في الحقيقة.............. بينهما منزلة دقيقة
تعريفه بأنه مخفف.............. وذلك التشديد فيه يعرف
وهو حال بين حالتين.............. إذ كان بائنا عن الضربين
أعني عن الإدغام والبيانِ.............. إذ صوته أحاط باللسان
مخرجُه من الخياشيم فقط.............. ولفظه من داخل الفم سقط
كراهة الإعمال للعضوين.............. كالكره للحديث مرتين
أو كالمقيد تراه رافعا.............. رجلا ومرة تراه واضعا
ذكر ذا الفراءُ والخليل.............. وسيبويه الفاضل النبيل
والقصد فيه طلب التسهيلِ.............. للفظ عند الحدر والترتيل
وذاك مما يوجب الإدغاما.............. في كل حرف بدليلٍ قاما
وذا لعمري من دقيق العلم.............. وصعبه فافهمه يا ذا الفهم
القول في إدغام الحرفين