قال أبو عبيد: وحدثنا عمرو بن طارق، عن يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد، عن ثعلبة بن أبي الكنود، عن عبد الله بن عمرو، قال: من جَمَع القرآن فقد حُمِّلَ أمراً عَظِيماً، وقد اسْتُدْرِجَتِ النُبوةُ بين جَنْبَيه إلا أنّه لا يُوحى اليه، فلا ينبغي لِصَاحبِ القُرآن أن يَجِدُّ فيمن يَجِدُّ، ولا يَجْهَلَ فيمن يَجْهَل، وفي جَوفِه كَلامُ الله عَزَّ وجلَّ (١).
قال أبو عبيد: وحدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو، قال: مَنْ قرأ القرآنَ فقد أضطربتْ النبوةُ بين جَنبَيه، فلا يَنبغي أن يَلعبَ مع مَن يَلعَب، ولا يَرفُثَ مع مَنُ يَرْفُث، ولا يَتَبَطَّلَ مع من يَتَبَطَّل، ولا يَجْهَلَ مع مَنْ يَجْهَل (٢).
قال أبوعبيد: وحدثنا العباس بن أبي العباس – وكان من قُدَماءِ أهلِ الحَديث-، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب القرظيّ، قال: كُنَّا نَعْرِفُ قَارِئَ القُرآن أو كَانَ يُعْرَفُ قارئُ القرآن بِصُفرة اللون (٣).
وقال الشعبي: إذا غَضِبَ حامل القُرآن قال القرآن: أما تَسْتَحي ؟ أنا معكَ في آناءِ الليلِ والنَهارِ فلا تَقْتَدِي بِي، أكْرِمْنِي في الدنيا اكْرِمكَ في الآخرة.

فصل


أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز بإسناده عن أبي عبيد قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عيسى بن فائد، عن مَنْ سَمِعَ سعد بن عبادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه، مامِنْ أحَدٍ تَعَلَّمَ /٧ظ/ القُرآنَ ثم نَسِيَهُ إلا لَقِيَ الَلهَ أجْذَم (٤).
(١) فضائل القرآن ١/٢٨٩، و أخلاق حملة القرآن ص ٤٥.
(٢) فضائل القرآن ١/٢٨٩-٢٩٠.
(٣) فضائل القرآن ١/٢٨٨.
(٤) فضائل القرآن ١/٢٨٨.


الصفحة التالية
Icon