وعن مَيمُون بن مهران، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه، قال: يَأتي على النَاس زَمَانٌ يَتَعَلَّمُونَ القُرآنَ، فيَحْفَظُونَ حُروفَهُ، ويُضَيِّعُونَ حُدُودَهُ، فوَيلٌ لَهُم مِمّا جَمَعُوا، و وَيلٌ لهم مِمَا ضَيَّعُوا، إنَّ أولى النَاس بهذا القُرآن من رُؤي عَليه أثَرُه وإنْ لم يَكُن جَمَعه. وإنّ أشْقى الناسِ بهذا القُرآن من جَمَعَه فَلم يُرَ أثرهُ عَليه.
وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: مَنُ قال في القرآن بِغِيِر عِلم فليتَبوأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَار.
وعن قتادة، عن أنس، أنّ النبي ﷺ ذكرَ حديثَ الشفاعةِ وقالَ في آخرِهِ: فأشْفَعُ فلا يَبْقَى في النارِ إلا مَنُ حَبَسَهُ القُرآنُ.
وعن ابن المبارك، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما آمن بالقرآن من اسْتَحلَّ محَاَرِمَه (١).
وعن العباس بن عبد المطلب، قال: قال رسولُ الله صلى اللهُ عليه: يَظْهَرُ الدينُ حتى يُجاوِزَ البِحارَ، وحتى يُخاضَ بالخَيلِ في سبيلِ الله، ثم يَنشأُ أقوامٌ يقولونَ: مَنْ أقرأُ مِنّا ؟ ومَنْ أعلَمُ مِنّا ؟ ومن أفْقَهُ مِنّا ؟ ثُمَّ التفَتَ الى الصَحابة فقال: فَهل في أُولئكَ مِنْ خَيرٍ ؟ قالوا: لا، قالَ: فاولئك مِنْكُم، مِنْ هذهِ الامة، واولئكَ هُمْ وَقُودُ النارِ (٢).
وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى اللهُ عليه: المِراءُ في القُرآنِ كُفْرٌ (٣).
قيل: والفائدة للقارئ في ذِكْر ما في هذا الفصل بَعدَ ذِكْرِ الفَضائل، أن يَعلم أنه يحتاج الى العَمَل بالقرآن مع قِراءتِه، وأنُ لا يَرضى لنفسِه بإقامةِ حُرُوفه وإضاعة حُدُودِه، وأنُ لا يَتَكبر على غيره بِقِراءته ومعرفة عُلومه، بل يَتَواضَعُ لوجهِ رَبِّه كي ينال ثوابه.
الباب الثاني

(١) المصنف ١٠/٥٣٧.
(٢) اخلاق حملة القرآن ٦٨-٦٩، الترغيب و الترهيب ١/١٢٩-١٣٠.
(٣) المصنف ١٠/٥٢٩.


الصفحة التالية
Icon