وأخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو الحسين، قال: أخبرني أبو الحسن العَلاَّف، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا علّي بن سُلَيم، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن عوف، قال: بلغني أنَّ عثمانَ بن عفّان -رضي الله عنه - قال على المنبر: أُذَكِّر اللهَ امرءاً سمِع رسولَ الله – صلَّى الله عليه - يقول: أنْزِلَ القرآنُ على سَبعةِ أَحْرفٍ، كُلُهنَّ شافِ كافِ، لمّا قامَ قاموا حتى لم يُحصوا فَشَهِدوا على ذلك، فقال عثمانُ: وأنا أشهدُ معكم (١) فقد تَواترت الأخبار بنزول القرآن على سبعة أحرف.
وتفسير السبعة الأحرف التي نَزَلَ بها القُرآن عندَ أكثر العُلماء أنها سَبعُ لُغات، من لُغات قريش، لا تختلف ولا تتضاد بل هي متفقة المعنى (٢)، وغيرُ جائز عندهم أن يَكونَ في القرآن لغة لا تعرفها قريش، لقوله –عز و علا :(و ما أرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيّنَ لَهُم ) ]ابراهيم ٤[، وقوله –عز وجل-: (بِلِسانٍ عَرَبِيٍ مُبِينٍ ) ]الشعراء ١٩٥[، و إنَّما كان كذلك لأنَّ قريشا تُجاورُ البيت، وكانت أحياء العرب تأتي البيت للحج، فيسمعونَ لغاتهم، ويختارون من كل لغة أحسنها، فصَفا كلامُهم واجتمع لهم مع ذلك العلم بلغة غيرهم كذلك.

(١) كنز العمال ٢/٥٩٨.
(٢) ينظر: كتاب الهجاء ٣ظ.


الصفحة التالية
Icon