قال: فالأقرب إذاً عندي -والله أعلم- أن يكون قوله - عليه السلام : أُنْزِلَ القرآنُ على سَبعةِ أحْرُفٍ، محمولاً على اختلاف الألفاظ و ليس ذلك على معنى اجتماعها في الكلمة، إذْ لا يكاد يصحُّ في كلمة واحدة من القرآن أنْ تكون قد قُرِئَتْ على سبعةِ أوجه إلاّ ما ذكر في قوله: (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ]الفاتحة٣[. أنّه قد قُرئ (مَلِكِ ) بالجرّ و بالنصب (١) و بالرفع (٢)، وقُرِئَ سَابِعُهُ (مَلْكِ ) (٣) ساكنة اللام، و كذلك قوله: (فَلا تَقُل لَهُما أفٍّ ) ]الاسراء٢٣[ قُرِئ (أفٍّ ) بالنصب غير منَون (٤) و بالجرّ (٥) و بالرفع (٦)، و كذلك منوناً على الوجوه الثلاثة (٧)، و سابعتها (أُفْ ) ساكنة الفاء، و نحو ذلك أحرف يسيرة بقراءات ذكروها شاذة لا تَسوغُ القراءة بعضها إذ لم تعرف في قراءة الأُمة و إنّما معنى ذلك اختلاف الألفاظ على سبعة أوجه متفرقة في القرآن.

(١) و هي قراءة أنس و غيره. ينظر: إعراب القرآن للنحاس ١/١٢٢، البحر المحيط ١/٢٠، الجامع لأحكام القرآن ١/١٣٩.
(٢) و هي قراءة سعد بن ابي وقاص و عائشة. ينظر: البحر المحيط ١/٢٠.
(٣) و قد نسبت إلى أبي عمرو و غيره. ينظر: البحر المحيط ١/٢٠.
(٤) (أُفَّ) قراءة ابن كثير و ابن عامر و غيرهما. ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٢/٢٣٧، التيسير ١٣٩، الحجة لابن خالويه ٢١٥، السبعة ٣٧٩.
(٥) (افٍّ) قراءة أبي عمرو و حمزة و الكسائي و عاصم و غيرهم. ينظر: اتحاف فضلاء البشر ٢٨٣، إعراب القرآن للنحاس ٢/٢٧٣، الحجة لابن خالويه ٢١٥، السبعة ٣٧٩.
(٦) ( افٌّ): و هي لأبي السمال. ينظر: البحر المحيط ٦/٢٧، المحتسب ٢/١٨.
(٧) (افٌّ) و لم أجد نسبتها. ينظر: البحر المحيط ٦/٢٧، الكشاف ٢/٤٤٤، المحتسب ٢/١٨، (أُفّاً): قراءة زيد بن علي. ينظر البحر المحيط ٦/٢٧، معاني القرآن للأخفش ٢/٣٨٧، الكشاف ٢/٤٤٤.


الصفحة التالية
Icon