و لقد أخبرني أبو محمد حامد بن أحمد -رحمه الله، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الهيصم، قال: أخبرني أبو الفتح المراغي النحوي ببغداد، إذ قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة، قال: حدثني أبي في قول النبي عليه السلام: نَزَلَ القرآنُ على سَبعةِ أحْرفٍ، تأويله على سبعة أوجه متفرقة في القرآن (١)، قال: و قد تَدبَّرتُ وجوهَ الاختلاف في القراءة فوجدتُها على سبعةِ أحرف (٢) :
أوّلها: الاختلاف في إعراب الكلمة أو في حركات بنائها بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب و لا يغيِّرُ معناها، نحو قوله: (هُنَّ أطْهَرُ لَكُم ) ]هود٧٨[ و (أطْهَرَ لَكُم ) (٣) و (هَلْ نُجَازِي إلاّ الكَفُوُرَ ) ]سبأ ١٧[ و (هَلْ يجازَى إلاّ الكَفُورَ ) (٤)، و (تَأمُرُونَ النَاسَ بالبُخْلِ ) ]الحديد٢٤[ و (بالبَخل ) (٥)، (فَنَظِرَةٌ إلى مَيسَرَةٍ ) ]البقرة ٢٠٨[ و (مَيْسُرة ) (٦).

(١) مقدمة كتاب المباني ٢١٥.
(٢) نفسه ٢١٦-٢١٧ن و ينظر: مقدمة ابن عطية ٢٦٤-٢٦٥.
(٣) و هي قراءة الحسن و غيره. ينظر: المحتسب ١/٣٢٥، إعراب القرآن للنحاس ٢/١٠٤، البحر المحيط ٥/٢٤٧.
(٤) و هي قراءة ابن عامر و ابن كثير و عاصم و أبي عمرو و نافع. ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٢/٦٦٥، التيسير ١٨١.
(٥) و هي قراءة حمزة و الكسائي و خلف و غيرهم. ينظر: التيسير ٩٦، النشر ٢/٢٤١، اتحاف فضلاء البشر ٤١١.
(٦) و هي قراءة نافع و غيره. ينظر: السبعة ١٩٢، الحجة لابن خالويه ١٠٣، التيسير ٨٥.


الصفحة التالية
Icon