يقولون للقبر: جدثْ و جدف (١)، و ثوم و فوم (٢)، ومغاثير و مغافير (٣).
وبمنزلة ما يبُدلُ بعضُهم الألف لام التعريف بألف ميم، رُوِيَ عن أبي هريرة أنّه قال يوم الدار لعثمان: طاب أَمْضَرْبُ (٤)، أي: طابَ الضَرْبُ، و رُوِيَ عنه أنّه قال: قالَ - صلى الله عليه: ليسَ منَ امْبِر أمصِيامُ في أمسفر (٥)، وذلك على لغة دَوْس.
وكذلك تميم تبدّل مكان الهمزة عيناً، و ينشدون عن ذي الرِّمة:
أعن ترسَّمتَ مِن خَرقاءَ منزلةً ماء الصَبابةِ مِنْ عَينيكَ مَسجومُ (٦)
أراد: أأنْ ترسمَّتَ.
ومن ذلك ما رُوِيَ عن عمر -رضوان الله عليه - أنَّه قال: لا تَبِيعُوا الذَهبَ بالذهب إلا مِثلاً بِمثل، ولا تُتْبِعُوا الورِق بالورِق إلا مثلاً بمثل، ولا تَشُفّوا بعضَه على بعض، و لا تَبِيعُوا شَيئاً منه غائباً بناجِز إلاّ يداً بيد، فإن قال: أنظِرني حتى ألجَ بيتي فلا تُنْظِرْهُ، فإنّي أخافُ الرِما (٧)، يعني الربا.
و قد يقال: لازِبٌ بمعنى لازِمٌ، و في القرآن: ( الصِرَاطَ ) ]الفاتحة ٥[ قُرِئَ الصاد و السين جميعاً، وحدثني الغطريفي قال: أخبرني أبو بكر بن مجاهد، قال: حدثنا ابن أبي قرية، قال: حدثنا هشام بن يونس اللؤلؤي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، قال: سَمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه -يَقرأ ( و النَخْلَ بَاصِقَاتٍ ) (٨) ]ق١٠[ قال سفيان: بالصاد.

(١) ينظر: الابدال ١٢٥.
(٢) ينظر: المصدر نفسه ١٢٦.
(٣) ينظر: المصدر نفسه ١٢٦.
(٤) في الأصل (أمْ ضَرْبُ) و الصواب الوصل لأنها كلمة واحدة.
(٥) سنن النسائي ٤/١٧٦-١٧٧، مجمع الزوائد ٣/١٦١، الترغيب و الترهيب ٢/١٣٤.
(٦) ينظر: خزانة الأدب ٢/٣٤١.
(٧) ينظر: الفصل للوصل المدرج ١/١٩٥.
(٨) ينظر: قراءات النبي.


الصفحة التالية
Icon