حدثنا الغطريفي قال: أخبرنا أبو بكر بن مجاهد، قال: حدثنا موسى بن اسحاق، قال: حدثنا هرون، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن عمر بن شَمِر، عن جابر، عن أبي أراكهَ، عن عليّ قال: سمعتُ النبيّ - صلى الله
عليه - يَقرأ: (يا مَالِ لِيَقْضِ عَلَينْا ) (١) ]الزخرف٧٧[ بغير كاف، و قد رُوِيَتْ عن النبيِّ - صلى الله عليه - بإثبات الكافِ وعليه الناسُ.
... وقد تقول العربُ: يا صاحِ أي : يا صاحبُ، و يا حارِ أي حارثُ (٢)، و يقولون: عِمْ صباحاً أي: أنعم صباحاً، و قال عنترة:
يا دارَ عبلةَ بالجواءِ تكلَّمي و عِمي صباحاً دارَ عبلةَ و اسلمي (٣)
١٥و/ أراد: وانعمي صباحاً.
وقد تزيد العَرَبُ حُروفاً ثمَّ لا تَعتدُّ بها، كمثل ما يزيدون (ما) و (لا) في كثير من المواضع، فيقولون: كان لي ابنماً أي إبناُ، و قد تزاد (ما) في تضعيف القول صلةً، من ذلك قوله: (و إنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَا مَتَاعُ الحَيوةِ الدُنِيا ) ]الزخرف٣٥[، أي: لمتاع و (ما) صلة، و تكون (لا) زائدة أيضا كقوله: ( لَئِلا يَعْلَمَ أهْلُ الكِتَابِ ألاّ يَقْدِرُونَ ) (٤) ]الحديد٢٩[الآية.
و قال ساعدةُ بن جُؤَيَّة:
فَلَمِنْك لا برقٌ كأنَّ وميضَهُ غابٌ تشيمِّه ضرامٌ مُثْقَبُ
ورواه أبو عمرو: فلمنك برقٌ لا كأن وميضه.
و قد يزيدون الحرف في صيغة اللفظ كقول القائل: أقول إذْ خَرَّت على الكَلكَال (٥). يريد: الكلكل.
و كقول المفضل العبدي:
وبعضهم على بعض حنيقُ (٦)

(١) و هي قراءة علي و ابن مسعود. ينظر: المحتسب ٢/٢٥٧، إعراب القرآن للنحاس ٣/١٠٢، البحر المحيط ٨/٢٨.
(٢) ينظر: كتاب سيبويه ٢/٢٤٨، ٢٥١، ٢٥٦، شرح الكافية ١/١٥٣.
(٣) الديوان ٩٤.
(٤) على قراءة من قرأ (لَمَا) بالتخفيف، قرأ عاصم و حمزة و هشام بخلاف عنه (لمّا متاع) بتشديد الميم، و الباقون بتخفيفها. (ينظر، التيسير ص ١٩٦).
(٥) لسان العرب ١٤/٢٣٣.
(٦) لسان العرب مادة (حَنَقَ) ١٣/٢٠٥.


الصفحة التالية
Icon