أي: حَنِقٌ (١).
و لكنَّ هذه الوجوه من الزيادات قد لا تدخل فيما تختلف به اللغات لشمول ذلك سائر العرب و اشتراكها فيه وإن كان ربَّما يكون بعضهم أكثر استعمالا لها من بعض، و كذلك سائر المجازات المستعملة فيهم، ليست تعتبر في اختلاف اللغات وإنْ كان قد يتعارف من ذلك كلُّ فريق بعض ما لا يتعارفه الآخرون، إذ ليس ذلك عندهم معدوداً في أصل لغتهم، فأمّا الهمز فإنَّ من العرب مَنْ يستعمله و هم تميم و مَنْ يوافقها في ذلك، و منهم مَنْ يقلُّ استعمالهم له و هم هُذَيل، و أهل الحجاز تحذف، و الهمزة حرف يزيدها بعضهم و يحذفها بعضهم (٢).
و قد يحذف بعضهم المدُّ في مواضع و يثبت ذلك آخرون، و المدُّ حرف.
و كذلك مَنْ قرأ (رُبَمَا يَوَدُ الذِينَ كَفَرُوا ) (٣) ]الحجر٢[ بتخفيف الباء فإنّه قد نقص حرفا و هو إحدى الباءين، و ذلك على لغة هذيل و من وافقهم فيه.
و قال أبو كبير الهذلي:
أزهيرُ إنّ يَشِبَ القذالُ فإنّه رُبَ هَيْضَل لجِبٍ لَفَفْتُ بَهَيْضَلِ (٤)
أراد: يا زهيرة يعني ابنته، إنْ يَشُبِ القذال: يعني رأسه، و القَذَال ما هو خَلفَ الأُذُنَين (٥)، فإنَّه رُبَّ جماعة لها لَجَبٌ و صياحٌ خلطتهم بهيضل أي: بجماعة آخرين (٦)، والاختلاف في زيادة هذه الحروف و نقصانها اختلاف في اللغات.
الوجه الخامس: اختلاف حركات البناء، مثل قول بعض العرب في الجواب: نَعَم و بعضهم يقول: نَعْم،
(٢) ينظر: كتاب سيبويه ٣/٥٤١ و ما بعدها، شرح المفصل ٩/١٠٧.
(٣) و هي قراءة عاصم. ينظر: السبعة ٣٦٦، التيسير ١٣٥، النشر ٢/٣٠١.
(٤) لسان العرب مادة (هضل) ١٤/٢٢٢.
(٥) ينظر: لسان العرب ١٤/٧١.
(٦) ينظر: لسان العرب ١٤/٢٢٢.