فإن التفوق الدراسي والحصول على المراتب الأولى في الدراسة والتميز والتألق ثم الحصول على المقعد المناسب في الجامعة هو هاجس الكثير من الطلاب والطالبات والرغبة الجامحة التي تختلج صدور معظمهم، خصوصاً في ظل ارتفاع معدلات القبول في الجامعات واحتدام التنافس على المقاعد الجامعية.
وربما يسبب هذا الهاجس وهذه الرغبة حاجزاً بين الطلاب والطالبات وبين البرامج الأخرى الثقافية أو الاجتماعية أو الرياضية أو غيرها من البرامج الموجودة في المجتمع، والتي تستهدف هذه الفئة. فتجدهم بسبب الدراسة منعزلين عن الأندية والملتقيات، بل أحياناً والجلسات العائلية، أما في وقت الامتحانات فهم محبوسون في بيوتهم بين أيديهم كتبهم يذاكرون فيها آناء الليل وأطراف النهار.
ومن الشبهات التي تثار حول هذا الموضوع تعارض حفظ كتاب الله مع التفوق الدراسي. وهذا ما يشكل حاجزاً بين الطلاب والطالبات والراغبين بالتفوق الدراسي وبين الالتزام ببرامج ومراكز التحفيظ. فتجدهم باختيارهم أو بإجبار أهلهم مترددين في الإقبال عليها بهذه الحجة المذكورة.
لهذا كانت هذه الدراسة الميدانية كي تثبت من خلال الواقع العملي خطأ هذه النظرية، فواقع الحال في حلقات التحفيظ يدل على أن حفظة القرآن الكريم هم الفئة الأكثر تفوقاً في مدارسهم، وهم الذين يحصلون على الدرجات العليا سواءً في مدارسهم أو في الثانوية العامة أو في الجامعات.


الصفحة التالية
Icon