ولم تقتصر هذه الحقيقة ـ نعم أقول أنها حقيقة وليست نظرية ـ على هذه الدراسة فقط، فقد ذكرت صحيفة الجمهورية المصرية في عددها الصادر في تاريخ (٢٥/٧/٢٠٠٣م) أنه لما أعلنت مديريات التربية والتعليم نتائج الثانوية العامة، وأعلنت أسماء الأوائل فيها، حرصت الصحيفة على التقائهم لمعرفة أسباب تفوقهم، فكانت إجاباتهم أن تحديد الهدف والإصرار ومواصلة التميز، وحفظ القرآن الكريم، والمواظبة على الصلوات، وطاعة الوالدين، أهم مقومات تحقيقهم للتفوق. وبالإضافة إلى ذلك أيضاً ذكرت إحدى الدراسات التي أجريت على عيِّنة من تلميذات الصف السادس الابتدائي في مكة المكرمة تفوق طالبات حلقات التحفيظ على غيرهن من الطالبات في مهارتي الاستماع والقراءة بنسبة تتراوح ما بين (٩٧% - ٩٩%)(١).
واقع الدراسة بالأرقام
تبين من خلال الدراسة التي أجريت على مجموعة عشوائية من طلاب وطالبات حلقات تحفيظ القرآن الكريم التي ترعاها الندوة العالمية للشباب الإسلامي ما يلي :
(٣١%) من الطلاب الذكور في هذه الحلقات هم من الحاصلين على معدلات دراسية ما بين (٩٥%-١٠٠%).
(٢٦%) من الطلاب الذكور في هذه الحلقات هم من الحاصلين على معدلات دراسية ما بين (٩٠%-٩٥%).
(٣٠%) من الطلاب الذكور في هذه الحلقات هم من الحاصلين على معدلات دراسية ما بين (٨٠%-٩٠%).
وبالتالي فإن ما نسبته (٨٦%) من هذه العيِّنة العشوائية من الطلاب الذين شملتهم الدراسة هم من المتفوقين دراسياً حسب ما هو متعارف عليه لعلامات التفوق. مع العلم أن (٧٠%) من طلاب الثانوية العامة الذين كانوا ضمن هذه الدراسة هم من الحاصلين على (٨٥%) فما فوق في الثانوية العامة.
أما بالنسبة للإناث فقد تبين من خلال الدراسة ما يلي:

(١) يراجع في هذا الموضوع كتاب العبر فيمن حفظ القرآن ولم يبلغ العشر، للباحث محمد الرنتاوي، الصادر عن جمعية المحافظة على القرآن الكريم، عام ٢٠٠٤هـ، ص ٤١ وما بعدها فهو مفيد جداً.


الصفحة التالية
Icon