وقال الرازي(١): ((واعلم أنه تعالى لما أمره بصلاة الليل أمره بترتيل القرآن حتى يتمكن الخاطر من التأمل في حقائق تلك الآيات ودقائقها، فعند الوصول إلى ذكر الله يستشعر عظمته وجلالته، وعند الوصول إلى الوعد والوعيد يحصل الرجاء والخوف، وحينئذ يستنير القلب بنور معرفة الله. والإسراع في القراءة يدل على عدم الوقوف على المعاني؛ لأن النفس تبتهج بذكر الأمور الإلهية الروحانية، ومن ابتهج بشيء أحب ذكره، ومن أحب شيئاً لم يمر عليه بسرعة. فظهر أن المقصود من الترتيل إنما هو حضور القلب، وكمال المعرفة)).
وقال العكبري(٢): ((الترتيل في القراءة التبيين لها كأنه يفصل بين الحرف والحرف)).
وقال ابن عطية(٣): ((والمقصد أن يجد الفكر فسحة للنظر وفهم المعاني، وبذلك يرق القلب ويفيض عليه النور والرحمة)).
وقال البيضاوي(٤): ((اقرأه على تؤده وتبيين حروف بحيث يتمكن السامع من عدها)).
وقال النَّسَفي(٥): ((اقرأ على تؤدة بتبيين الحروف وحفظ الوقوف وإشباع الحركات)).
وقال القرطبي(٦): ((أي لا تعجل بقراءة القرآن، بل اقرأه في مهل وبيان مع تدبر المعاني)).
وقال ابن كثير(٧): ((أي اقرأه على تمهل، فإنه يكون عوناً على فهم القرآن وتدبره)).
وقال الكلبي(٨): ((الترتيل هو التمهل والمدّ وإشباع الحركات وبيان الحروف، وذلك معين على التفكر في معاني القرآن، بخلاف الهذ الذي لا يفقه صاحبه ما يقول)).
وقال الشوكاني(٩): ((أي اقرأه على مهل مع تدبر)).
(٢) في ((التبيان في غريب القرآن))(ص٤٣١).
(٣) في ((المحرر الوجيز))(٥: ٣٨٧).
(٤) في ((تفسير البيضاوي))(٥: ٤٠٥)
(٥) في ((تفسير النسفي))(٤: ٣٠٣).
(٦) في ((تفسير القرطبي))(١٩: ٣٧).
(٧) في ((تفسير ابن كثير))(٤: ٤٣٥).
(٨) في ((التسهيل))(٢: ١٥٧).
(٩) في ((فتح القدير))(٥: ٣١٦).