وقال الإمام الفقيه المحدث محيي الدين النووي المتوفى سنة (٦٧٦هـ)(١): ((يستحب ترتيل القراءة وتدبرها، وهذا مجمع عليه قال الله تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ﴾، وقال تعالى: ﴿ كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ﴾، وأما الأحاديث في هذا فأكثر من أن تحصر)).
وقال أيضاً(٢): ((ويسن تحسين الصوت بالقرآن للأحاديث الصحيحة المشهورة فيه. قالوا: فإن لم يكن حسن الصوت حسنه ما استطاع، ولا يخرج بتحسينه عن حد القراءة إلى التمطيط المخرج له عن حدوده. ويسن ترتيل القراءة، قال الله تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ﴾، وثبت في الأحاديث الصحيحة أن قراءة رسول الله - ﷺ - كانت مرتلةً، قال العلماء: والترتيل مستحب للتدبر؛ ولأنه أقرب إلى الإجلال والتوقير، وأشد تأثيراً في القلب، واتفقوا على كراهة الإفراط في الإسراع ويسمَّى الهذ. قالوا: وقراءة جزء بترتيل أفضل من قراءة جزأين ـ في قدر ذلك الزمن ـ بلا ترتيل؛ ولهذا يستحب الترتيل للأعجمي الذي لا يفهم معناه)).
وقال العلامة المفسر ابن كثير الدمشقي الشافعي المتوفى سنة (٧٧٤هـ)(٣): ((وقد قدمنا في أول التفسير الأحاديث الدالة على استحباب الترتيل، وتحسين الصوت بالقراءة كما جاء في حديث: (زينوا القرآن بأصواتكم)، و(ليس منا من لم يتغن بالقرآن)، و(لقد أوتي هذا مزمار من مزامير آل داود) يعني أبا موسى فقال أبو موسى: لو كنت أعلم أنك كنت تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيراً. وعن ابن مسعود أنه قال: لا تنثروه نثر الرمل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة)).
وقال العلامة الفقيه ابن قاسم العبادي المتوفى سنة (٩٩٢هـ)(٤): ((ويسن ترتيل القراءة)).
(٢) في (المجموع))(٢: ١٩٠-١٩١).
(٣) في ((تفسير ابن كثير))(٤: ٤٣٥).
(٤) في ((حاشيته على تحفة المحتاج))(١٠: ٢١٩).