رغم كل هذا نجد فئة من الناس المنتسبين إلى العلم يدعون أن تعلم أحكام التجويد بما فيه من إخفاء وإظهار ومد وغيرها بدعة لم يقم بها رسول الله - ﷺ - مع صحابته الكرام، وإنما ينبغي قراءة القرآن كل على حسب سليقته، وسقوط هذا الدعوى واضح وبيَّن لمن يعلم أن هذه القراءات بالكيفيات التي نقلت فيها إلينا هي موقوفة لا اجتهاد فيها، وهذا محلّ اتفاق فيما أعلم عند المشتغلين بالقراءات، فإذا ثبت هذا علم أن رسول الله - ﷺ - علّمها للصحابة - رضي الله عنهم - ومن ثم نقلت إلينا، بالإضافة لما سيأتي من الأحاديث الواردة في كيفية قراءة رسول الله - ﷺ -، وأخذ الصحابة - رضي الله عنه - منه ذلك.
والناظر في كتب التجويد المعاصرة يجدها متوافقة بما فيها من أحكام، لا سيما في مسألة حكم تعلم أحكام التجويد إلى حدٍّ كبير؛ إذ منهم(١): مَن جعله فرض عين على كلّ مَن يريد قراءة القرآن أو شيء منه، ومنهم(٢): مَن جعله واجباً، إلى غير ذلك.
(٢) ينظر: ((كيف تجود القرآن وترتله ترتيلا))(ص١٣)، و((تجويد القرآن الكريم: أسسه وتطبيقاته ورموز ضبطه))(ص٢٥)، ((شرح طيبة النشر))(ص٣٥)، و((السلسبيل الشافي في أحكام التجويد الوافي))(ص٨٠-٨١)، وغيرها.