قال السيوطي في الإتقان :(سئل شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني عن رجل قال في قوله تعالى ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) : إن معناه (من ذل) أي من الذل، (ذي) إشارة إلى النفس، ( يشف) من الشفا جواب من، (ع ) أمر من الوعي، فأفتى بأنه ملحد، وقد قال تعالى إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا قال ابن عباس هو أن يوضع الكلام على غير موضعه أخرجه ابن أبي حاتم
فصل
القرآن كلّه مأمور بتدبر معانيه، فلايقال فيه مالايعلم معناه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :( كيف وقد أمر الله بتدبر كتابه فقال تعالى : كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته، ولم يقل بعض آياته، وقال : أفلا يتدبرون القرآن، وقال : أفلم يدبروا القول، وأمثال ذلك في النصوص التي تبين أن الله يحب أن يتدبر الناس القرآن كله / وأنه جعله نورا وهدى لعباده، ومحال أن يكون ذلك مما لا يفهم معناه، وقد قال أبو عبدالرحمن السلمي : حدثنا الذين كانوا يقرؤننا القرآن عثمان بن عفان، وعبدالله بن مسعود، أنهم قالوا كنا إذا تعلمنا من النبي عشر آيات، لم نجاوزها حتى نتعلم ما فيها من العلم، والعمل، قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا).
قلت : أما ما رواه الطبري وغيره، ابن عباس رضي الله عنهما، قال : التفسير على أربعة أوجه :( وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله)، أعني قوله : وتفسير لايعلمه إلاّ الله، فمحمول على أن مقصده، كيفيات صفات الله تعالى، أمور الغيب، فتفسيرها لايعلمه إلا الله تعالى.
فصل
جامع لمسائل أسباب النزول
لايعرف سبب النزول إلاّ بتوقيف، وله حكم الرفع، والأصل عدم تكرار النزول، فإن تعدد الروايات في سبب النزول، فالأصح، ثم الأصرح، فإن تساوى وتقارب الزمان حمل على الجميع، أو يصار إلى الترجيح، والعبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب.