جامع لمسائل القراءات
كلّ قراءة صحّ سندها، ووافقت العربية، ورسم المصحف ولو احتمالا، فهي قراءة صحيحة، وتنوع القراءات بمنزلة تعدد الآيات، وبعضها يفسر بعض، بيانا لمجمل، وتخصيصا لعام، وتقييدا لمطلق.
مثال ما خالف العربية ( بداكم ) بألف خالصة، ومثال ما خالف المصحف ( يأخذ كل سفينة صالحة غصبا )، ومثال ما نقله غير الثقة ( ننحيك ببدنك ).
وتنوع القراءات مثل ( بل عجبتَ ويسخرون )، والقراءة الثانية ( بل عجبتُ ويسخرون )، فالأولى فيها نسبة العجب إلى الرسول ﷺ، والقراءة الأخرى بمنزلة آية أخرى، ينسب فيها الرب سبحانه هذا الفعل إليه، ويكون القول فيه كالقول في سائر صفاته سبحانه وتعالى، تمر كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل، ولاتمثيل، ولاتكييف، ومعلوم أن العجب نوعان، نوع يكون سببه تفاجئ المعجب بما كان يجهله، ونوع سببه تميز المتعجب به عن سواه، مع أن المعجب سبق علمه به، فالمعنى الثاني هو الذي ينسب إلى الله، والأول ينزه الله عنه.
من أمثلة تفسير القراءة للقراءة، أن تكون القراءة المفسرة آحادية، تفسر آية متواترة، مثل آية ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر ) فهذه
فصل
تفسير القرآن بالقرآن إمّا :
بيان مجمل : متصلا كقوله ( حتى يتبين لكم الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر) أو منفصلا كقوله ( أحلت لكم بهيمة الأنعام إلاّ ما يتلى عليكم )، بينت في قوله ( حرمت عليكم الميتة والدم.. الآية ).
أو تقييدا لمطلق، كقوله تعالى ( إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا لن تقبل توبتهم)، فعدم قبول التوبة هنا، مقيد بحضور الموت، لقوله تعالى ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال إني تبت الآن ).
أو تخصيصا لعام، كقوله تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء )، خصصتها آية ( حرمت عليكم أمهاتكم.. الآية ).
فصل
أحوال السنة مع القرآن أنها تأتي: