أحدها : أن يصرح بنسبة الرواية إليهم، كما روى البخاري بسنده عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال :( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا )، قال في التوراة : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ، ولا غليظ، ولاسخاب بالأسواق، ولايدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله، حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا : لا إله إلا الله، فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا ).
الثاني : أن يروى عنهم دون التصريح بنسبته إليهم، وهذا كثير، منه قول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ( فإنّها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض )، قال : فدخلوا التيه، فكل من دخل التيه ممن جاوز العشرين سنة، مات في التيه، ومات موسى في التيه، ومات هارون قبله، قال : فلبثوا في تيههم أربعين سنة، فناهض يوشع بمن بقي معه مدينة الجبارين، فافتتح يوشع المدينة ) رواه ابن جرير.
أو يستنبط الدقيق من معاني القرآن بفهمه.
مثاله : أخرج البخاري عن عبيد بن عمير رضي الله عنه، قال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي ﷺ، فيم ترون نزلت هذه الآية ( أيود أحدكم أن تكون له جنة )، قالوا : الله أعلم، فغضب عمر فقال : قولوا نعلم أو لانعلم، فقال ابن عباس رضي الله عنهما، في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين، قال عمر : يابن أخي : قل ولا تحقر نفسك، قال ابن عباس : ضربت مثلا لعمل، قال أي عمل، قال لعمل، قال عمر : لرجل غني يعمل في طاعة الله، ثم بعث الله له الشيطان، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله.
أو يفسر القرآن بما شهده وقت التنزيل من الأحوال
مثاله : اخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا )، قال هم كفار أهل مكة ).