مثاله قوله تعالى ( فإن أحصرتم ) حذف المتعلق ليعم كل حصر.
: حذف جواب الشرط في مقام الوعيد يقتضي تعظيم الأمر وشدته
مثاله : قوله تعالى (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ).
في القرآن أسماء إذا أطلقت دلت على معنى، وإذا قرنت بغيرها دلت على بعض المعنى، ودلت مع ما اقترنت به على بقية المعنى.
مثاله : الإيمان والعمل الصالح.
ختم الآيات بأسماء الله الحسنى، يدل على أن معاني الآية لها علاقة بالإسم.
فصل
في أسرار الترتيب في القرآن
قال ابن القيم في بدائع الفوائد :( قال سيبويه الواو لا تدل على الترتيب، ولا التعقيب، تقول صمت رمضان وشعبان، وإن شئت شعبان ورمضان، بخلاف الفاء، وثم، إلا أنهم يقدمون في كلامهم ما هم به أهم، وهم ببيانه أعنى، وإن كانا جميعا يهمانهم ويعنيانهم ) هذا لفظه.
قال السهيلي : وهو كلام مجمل يحتاج إلى بسط، وتبيين، فيقال : متى يكون أحد الشيئين أحق بالتقدم، ويكون المتكلم ببيانه أعنى؟
قال : والجواب أن هذا الأصل يجب الإعتناء به لعظم منفعته في كتاب الله، وحديث رسوله، إذ لا بد من الوقوف على الحكمة في تقديم ما قدم، وتأخير ما أخر.
نحو : السميع والبصير، والظلمات والنور، والليل والنهار، والجن والإنس في الأكثر، وفي بعضها الإنس والجن، وتقديم السماء على الأرض في الذكر، وتقديم الأرض عليها في بعض الآي، ونحو سميع عليم، ولم يجيء عليم سميع، وكذلك عزيز حكيم، وغفور رحيم، وفي موضع واحد الرحيم الغفور، إلى غير ذلك مما لا يكاد ينحصر.
وليس شيء من ذلك يخلو عن فائدة وحكمة، لأنه كلام الحكيم الخبير، وسنقدم بين يدي الخوض في هذا الغرض أصلا يقف بك على الطريق الأوضح،
فنقول : إن تقديم الألفاظ في اللسان على حسب تقدم المعاني في الجنان.
تتقدم المعاني بأحد خمسة أشياء : إما بالزمان، وإما بالطبع، وإما بالرتبة، وإما بالسبب، وإما بالفضل والكمال.