أما ابن مسعود فروي عنه أكثر مما روي عن علي، وقد أخرج ابن جرير وغيره عنه أنه قال: والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلاّ وأنا أعلم فيمن نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته.
ثم قال السيوطي : وأما ابن عباس، فهو ترجمان القرآن الذي دعا له النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، : اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل، وقال له أيضا اللهم آته الحكمة، وفي رواية اللهم علمه الحكمة.
طرق التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما :
ثم قال : قد ورد عن ابن عباس في التفسير ما لا يحصى كثرة، وفيه روايات وطرق مختلفة.
فمن جيدها طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي عنه، قال أحمد بن حنبل :( بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا ) أسنده أبو جعفر النحاس في ناسخه،
قال ابن حجر :( وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وهي عند البخاري عن أبي صالح، وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيرا فيما يعلقه عن ابن عباس، وأخرج منها ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن المنذر كثير بوسائط بينهم وبين أبي صالح، وقال قوم لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس التفسير، وإنما أخذه عن مجاهد أو سعيد بن جبير)
قال ابن حجر بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير في ذلك.
ثم قال : وقال الخليلي في الإرشاد : وتفسير شبل بن عباد المكي عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عن ابن عباس، قريب إلى الصحة،
ثم قال السيوطي :(ومن جيد الطرق عن ابن عباس طريق قيس عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير عنه، وهذه الطريق صحيحة على شرط الشيخين، وكثيرا ما يخرج منها الفريابي والحاكم في مستدركه،


الصفحة التالية
Icon