ومن ذلك طريق ابن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى آل زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو سعيد بن جبير عنه، هكذا بالترديد، وهي طرق جيدة، وإسنادها حسن، وقد أخرج منها ابن جرير، وابن أبي حاتم كثيرا، وفي معجم الطبراني الكبير منها أشياء
وأوهى طرقه طريق الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس، فإن إنضم إلى ذلك رواية محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب،
وطريق الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس منقطعة، فإن الضحاك لم يلقه، فإن انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة عن أبي روق عنه فضعيفة لضعف بشر، وقد أخرج من هذه النسخة كثيرا ابن جرير وابن أبي حاتم،
وإن كان من رواية جويبر عن الضحاك، فأشد ضعفا لأن جويبرا شديد الضعف متروك، ولم يخرج ابن جرير، ولا ابن أبي حاتم، من هذا الطريق شيئا، إنما أخرجها ابن مردويه، وأبو الشيخ بن حبان،
وطريق العوفي عن ابن عباس أخرج منها ابن جرير، وابن أبي حاتم كثيرا، والعوفي ضعيف ليس بواه، وربما حسن له الترمذي.
ثم قال : أما أبي بن كعب فعنه نسخة كبيرة، يرويها أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية عنه، وهذا إسناد صحيح، وقد أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم منها كثيرا، وكذا الحاكم في مستدركه، وأحمد في مسنده.
وقد ورد عن جماعة من الصحابة غير هؤلاء اليسير من التفسير، كأنس، وأبي هريرة، وابن عمر، وجابر، وأبي موسى الأشعري.
وورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أشياء تتعلق بالقصص، وأخبار الفتن، والآخرة، وما أشبهها بأن يكون مما تحمله عن أهل الكتاب، كالذي ورد عنه في قوله تعالى ( في ظلل من الغمام)، وكتابنا الذي أشرنا إليه جامع لجميع ما ورد عن الصحابة من ذلك.