قوله: "بكتاب التفسير" يقصد به "التفسير" ليحيى بن سلاَّم رحمه الله، وأما قوله: "في ستة وثلاثين سنداً" ففيه نظرٌ عندي، حيث إنَّ مجموع ما رواه الداني عن هذا الشيخ في كتابه "المكتفى" بلغ إحدى وخمسين رواية(١) كلها عن أبيه بسنده إلى يحيى بن سلاَّم ما عدا رواية واحدة ليست عن أبي ولا عن ابن سلاَّم بل هي عن وهب بن ميسرة(٢) بسنده إلى النبي - ﷺ - وليس فيه ذكر ليحيى بن سلاَّم أصلاً.(٣)
وهناك رواية واحدة أخرى لهذا الشيخ ليست عن أبيه بل عن علي بن الحسن(٤)، ثم بسنده إلى يحيى بن سلاَّم، والذي يظهر أنَّ هذا خطأ مردّه سقط إما في أصل المخطوط وإما في الكتاب، وصوابه: المرّي عن أبيه عن عليّ، كما هو في خمسين رواية في الكتاب، وكما قال هو نفسه في مقدمة كتابه: وجميع ما نقلته من كتاب يحيى أخبرني به أبي رحمه الله عن أبي الحسن علي بن الحسن. (٥) اهـ والله أعلم.
ملحوظة:
لاحظ البحث أنَّ الداني رحمه الله قد تنوعت عبارته في ذكره لهذا الشيخ، فتارة يسميه باسمه واسم أبيه وجده، وتارة يسميه: محمد بن عيسى وهو جدّه، وتارة يقول: محمد بن أبي محمد، وتارة يكتفي بقول: محمد(٦).
وهذا كلّه إنما هو تفنن وتنويع، تعددت الأسماء والشخص واحد.
نبذة عن تفسيره:
(٢) - محدث أندلسي، انظر: جذوة المقتبس: ٣٦٠ (بواسطة المكتفي).
(٣) - انظر: المكتفى: ٣٩٨.
(٤) - انظر: المصدر السابق: ٤٠٢.
(٥) - تفسير القرآن العزيز: ١/١١٤.
(٦) - انظر: المكتفى: ٣٠٦، ٣٢٨، ٤٢٧، ٥٧٠.