ذكر الإمام الداوودي رحمه الله تبعاً لابن فرحون رحمه الله أنّ لابن أبي زمنين كتابين في التفسير، أحدهما: "تفسير القرآن" و"تفسير مختصر ابن سلام".(١)
لكن محقق "تفسيره" استظهر أنهما كتاب واحد. (٢)
والمهم في الأمر أن الذي وصلنا بحمد الله هو تفسيره المختصر من تفسير يحيى بن سلاّم، قال في مقدمته: فإنّي قرأت كتاب يحيى بن سلاّم في تفسير القرآن، فوجدت فيه تكراراً كثيراً وأحاديث ذكرها يقوم علم التفسير دونها، فطال بذلك الكتاب... فاختصرت فيه مكرّره وبعض أحاديثه وزدت فيه من غير كتاب يحيى تفسير ما لم يفسره يحيى... (٣)
وهذا التفسير من أمتع التفاسير وأسهلها حيث جمع التفسير والقراءات والأحاديث واللغات والإعراب.(٤)
منهج الداني مع هذا التفسير:
لا يبتعد الباحث عن الحقيقة إذا قال: إن أبا عمرو الداني رحمه الله كان أثناء تأليفه لكتاب ((المكتفى)) كان واضعاً أمامه ((تفسير ابن أبي زمنين)) شيخه، وذلك لما لاحظته من شدّة المطابقة الحرفية في كلّ ما نقله بسنده عنه حتى وإن كان السند هو ليحيى بن سلام، ما خالف ذلك إلا في موضع أو موضعين، فمثلاً:

(١) - انظر: طبقات المفسرين: ٢/١٦٦، الديباج المذهب: ٣٦٦.
(٢) - انظر: مقدمة تحقيق تفسيره: ٢٩.
(٣) - تفسير القرآن العزيز: ١/١١١.
(٤) - وهو مطبوع تحت عنوان: تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين في خمسة مجلدات، ومحقق تحقيقاً علمياً نافعاً مفيداً.


الصفحة التالية
Icon