قالت الدكتورة هند شلبي(١): بعد أن قارنت بين تفسير الطبري والتفاسير التي سبقته كتفسير ابن مجاهد وسفيان الثوري وغيرهما:
إنّ هذه المقارنة تبرز فجوةً كبرى بينها وبينه، وتجعل التواصل الزمني بينهما أمراً مستبعداً، فلا بد من ظهور مرحلة انتقالية تكون مواصلة لما تقدّمها، ممهدة لظهور تفسير تكامل فيه المنهج وتعمّقت فيه المباحث مثل تفسير الطبري. اهـ(٢)
وقالت أيضاً: إنّ المنهج الذي اتبعه ابن سلاّم في تفسيره يبيّن النقلة النوعية التي حصلت في التفسير عموماً لذلك لا يمكن تصنيف كتابه بين التفاسير التي ظهرت قبله، فهو يمثل مرحلة تلك التي توفرت في مثل تفسير ابن مجاهد ومهدت لظهور مرحلة ثالثة تجسمت بتميز في تفسير الطبري. اهـ(٣)
وهذا الذي ذهبت إليه الدكتورة هند وقررته سبقها للتنبيه والإشارة إليه الشيخ محمد الفاضل بن عاشور رحمه الله(٤).
نسخ هذا التفسير:
رغم المكانة المرموقة والمهمة التي تبوأها هذا التفسير حتى وصل إلى درجة أنّ بعضهم حفظه كما يحفظ القرآن الكريم، إضافة إلى اعتماده عند كثير من العلماء إلاّ أنه -وللأسف الشديد- لم يصلنا منه في عصرنا هذا غير تفسير بعض السور، وهو ما قامت بتحقيقه الدكتورة هند شلبي وطبعته في مجلدين يحتوي الأول منهما من سورة النحل إلى آخر سورة الفرقان، ويحتوي ثانيهما من بداية سورة الشعراء إلى نهاية سورة الصافات.
هذا ما أردت بيانه مختصراً من هذا التفسير، ولمزيد من المعلومات عنه يُرجع إلى المقدمة التي كتبتها محققته فهي نافعة شاملة.
تنبيه:
لم تُشر المحققة الفاضلة لهذا التفسير إلى روايات الداني عنه في "المكتفى" ولعلها لم تقف عليه.
مرويات الداني عنه:

(١) - باحثة تونسية معاصرة اهتمت بيحيى بن سلاّم وحققت ما وجد من تفسيره وكتابه "التصاريف".
(٢) - انظر: مقدمة تحقيق تفسير يحيى بن سلاّم: ١/١٠.
(٣) - المصدر السابق: ١٥.
(٤) - المصدر السابق: ١٥.


الصفحة التالية
Icon