بلغت مرويات الداني عنه رحمه الله في "التفسير" في كتابه "المكتفى في الوقف والابتدا" أربعة وخمسين (٥٤) مروية ما بين مسندة أو موقوفة، وذلك كالتالي:
١- المرويات المسندة إلى النبي - ﷺ - :
وهنا يعجب المرء حينما يرى اعتماد الداني على "تفسير" يحيى بن سلاَّم بهذه الصورة التي أوضحتها، ولكنه لم يذكر عنه رواية مسندة إلى النبي - ﷺ - إلا رواية واحدةً وهي:
قال الداني رحمه الله بعد أن ذكر سنده إلى يحيى بن سلاَّم في قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَقُومُ الناسُ لِرَبِّ العالَمينَ ﴾ [المطففين: ٦]: بلغني(١) أنَّهم يقومون مقدار ثلاثمائة سنة قبل أن يُفصل بينهم، قال يحيى: وحدثني خداش(٢) عن عوف الكوفي(٣) عن الحسن قال: قال رسول الله - ﷺ - :(ما طول يوم القيامة على الناس(٤) إلا كرجل دخل في صلاة مكتوبة فأتمها وأحسنها وأجملها)(٥). اهـ
ويلاحظ هنا أنَّ هذا الأثر ((مرسل)) حيث إنَّ الحسن -هو البصري- رحمه الله لم يلق النبي - ﷺ -، وسيأتي مزيد تعليق على هذا الأثر(٦).
المرويات عن الصحابة - رضي الله عنهم - :
وهنا عجب آخر وهو أنّي لم أقف على رواية مسندة من الداني إلى أحد من الصحابة عن طريق يحيى إلا رواية واحدة أيضاً وهي؛ قال الداني رحمه الله:

(١) - القائل هو يحيى بن سلاَّم.
(٢) - ابن عياش العبدي، محمدث. انظر: تهذيب التهذيب: ٣/١٣٧.
(٣) - عند الذهبي: عوف بن أبي جميلة البصري، إمام حافظ (ت: ١٤٦هـ). انظر: السير: ٦/٣٨٣.
(٤) - كذا في المكتفى، وعند ابن سلام وابن أبي زمنين: ((المؤمنين)) بدل ((الناس)).
(٥) - انظر: المكتفى: ٦١٣.
(٦) - انظر ص: ٣١.


الصفحة التالية
Icon