ثم ابن عمر - رضي الله عنه - جاءت عنه روايتان.
أما الأثران الآخران فهما ((مرسلان))(١) عن النبي - ﷺ - وذلك عن طريق محمد بن كعب القرظي(٢)، والحسن البصري(٣)، فكلاهما أرسل الأثر ولم يذكر الواسطة بينه وبين النبي - ﷺ - (٤).
المبحث الثاني: التفسير المسند إلى الصحابة - رضي الله عنهم - :

(١) - المرسل عند جمهور المحدثين هو: ما أضافه التابعيّ إلى النبي - ﷺ - مما سمعه من غيره، والصواب عدم تقييد التابعيّ بالكبير أو الصغير، وله تعريفات أخرى هذا أحسنها عندي. والله أعلم. انظر: النكت على ابن الصلاح: ٢/٤٥٣-٥٤٦.
(٢) - أبو حمزة تابعي محدث، سكن المدينة، (ت: ١١٨هـ). انظر: تهذيب التهذيب: ٩/٤٢٠.
وأما الحديث المذكور فهو في سبب نزول قوله تعالى: ﴿ ولا تُسْأَلُ عن أصحابِ الجَحِيم ﴾ [البقرة: ١١٩]، روى الداني بسنده إلى القرظي: أنَّ رسول الله - ﷺ - قال: ليت شعري ما فعل أبواي، فأنزل الله: ﴿ إنَّا أرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً ونَذِيراً... ﴾ الآية.
والحديث من حيث الصنعة الحديثية ((مرسَل)) وقد ردّه الإمام الطبري رحمه الله لاستحالة الشك من رسول الله - ﷺ - في أمر أبويه، وتعقّبه الحافِظ ابن كثير رحمه الله باحتمال أنَّ الشك كان في حال استغفاره - ﷺ - لأبويه قبل أن يعلم أمرهما. انظر: تفسير ابن كثير: ١/٢٣٤ (ط: الشعب).
(٣) - هو: الحسن بن يسار البصري، تابعي محدث واعظ، رأى علياً وعائشة وعمر وغيرهم، (ت: ١١٠هـ). انظر: تهذيب التهذيب: ٢/٢٦٣.
والأثر هو: عن الحسن قال: قال رسول الله - ﷺ - : ما طول يوم القيامة على الناس إلاَّ كرجُل دخل في صلاة مكتوبة فأتمّها وأحسنها وأجملها. اهـ المكتفى: ٦١٣. وانظر: تفسير الصنعاني: ٣/٣٥٥.
(٤) - انظر: المكتفى: ١٧٣، ٦١٣.


الصفحة التالية
Icon