وقد جعلت هذا الأثر من مرويات عليّ - رضي الله عنه - مع أنه أيضاً مروي عن ابن عباس(١)، لأنَّ علياً - رضي الله عنه - هو الذي من آباء جعفر بن محمد وليس ابن عباس، وأيضاً لتكون هذه الرواية خاصة للداني رحمه الله لم يذكرها من اطلع على رواية ابن عباس فيما أعلم. والله أعلم.
ملحوظات مرويات ابن مسعود - رضي الله عنه - :
يكفي هذا الصحابي فخراً قول النبي - رضي الله عنه - فيه: ( إنَّك لَغُلّيِّمٌ متعلِّم)(٢)، ومع هذا فقد روى عنه أكثر ما رُوي عن علي - رضي الله عنه -.
وابن مسعود - رضي الله عنه - هو القائل: والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله(٣) إلا وأنا أعلم فيمن نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحدٍ أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته(٤).
وأما ما يلاحظ على المرويات عن هذا الصحابي الجليل عند الداني:

(١) - عزاه له السيوطي نقلاً عن ابن مردويه وأحمد بن محمد الزهري في فضائل الخلفاء الأربعة" والشيرازي في"الألقاب"، وفيه زيادةٌ قليلةٌ وهي بعد قوله تعالى: ﴿ يَبْتَغُونَ فَضْلاً منَ اللهِ ورِضْواناً ﴾ طلحة والزبير، وأضاف أبا عبيدة إلى عبد الرحمن وسعد، وقوله: ﴿ وَمَثَلُهُم في الإنجيلِ كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ ﴾ بأبي بكر، ﴿ فَاسْتَغْلَظَ ﴾ بعمر، ﴿ فاستوَى على سُوقِه ﴾ بعثمان، ﴿ يُعْجَبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكفَّارَ ﴾ بعلي، ﴿ وعَدَ اللهُ الذينَ ءَامَنوا وعَمِلوا الصالحات ﴾ جميع أصحاب محمد - ﷺ -. اهـ انظر: الدر المنثور: ٧/٥٤٤-٥٤٥.
(٢) - انظر: المسند: ١/٣٧٩، معرفة القراء الكبار: ١/١١٥.
(٣) - لفظ الجلالة سقط من الإتقان.
(٤) - انظر: تفسير الطبري: ١/٨٠، فتح الباري: ٩/٤٠، معرفة القراء الكبار: ١/١١٧.


الصفحة التالية
Icon