ومن الثاني: نحو تفسير عكرمة لقوله تعالى: ﴿ واتقوا الله الذي تَسَاءَلُونَ به والأرْحَامَ ﴾ [النساء: ١]، قال: اتقوا الله واتقوا الأرحام أن تقطعوها، قال الداني : وعن الحسن قال: هو قولك: أُنْشِدُكَ بالله وبالرحم(١).
ثانيا: أنَّ بعض هذه المرويات بيان لسبب نزول الآية، وهذا علاقته واضحة بالتفسير، كما بيّنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله: ومعرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإنَّ العلم بالسبب يورث العلم بالمسبّب. (٢) اهـ
وقال ابن دقيق العيد(٣): بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن. اهـ(٤)
ونحو ذلك ما نقله الداني رحمه الله إلى الحسن رحمه الله: أن رسول الله - ﷺ - أدمي وجهه يوم أحد، فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: كيف يُفلح قوم أدموا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم، فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿ ليسَ لكَ مِنَ الأمرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يُعذِّبَهم فإنهم ظالمون ﴾ [آل عمران: ١٢٨](٥).
ثالثا: يلاحظ على - قلّة - في السند بين الداني والتابعي وجود ((مجهول)) لم يُصرَّح به، وذلك نحو ما وقع في سند مجاهد عند قوله تعالى: ﴿ إنِّي أعلمُ ما لا تَعْلَمونَ ﴾ [البقرة: ٣٠]، سفيان عن رجل(٦) عن مجاهد قال: علم من إبليس المعصية قبل أن يعصيه وخلقه لها. اهـ(٧)

(١) - المكتفى: ٢١٦-٢١٧.
(٢) - مقدمة أصول التفسير: ٤٧.
(٣) - محمد بن علي، إمام في المذهبين (ت: ٧٠٢هـ). انظر: طبقات السبكي: ٦/٢.
(٤) - بواسطة: الإتقان في علوم القرآن: ١/٨٣.
(٥) - المكتفى: ٢٠٨.
(٦) - في الطبري: ٢/١٦٩: عن ابن طاووس عن أبيه والثوري عن علي بن بذيمة عن مجاهد... ثم ساق الخبر بدون قوله: ((قبل أن يعصيه)). اهـ
(٧) - المكتفى: ١٦٣.


الصفحة التالية
Icon