يقول د. رؤوف شلبي(١): ((لا ينبغي أن نماري في تحديد المراد من الحروف السبعة حتى لا ننقل العمل بالقرآن من الجو الإسلامي البنائي التطبيقي إلى قاعات البحث، دون أن ينفذ القرآن كإمام وأنيس في جميع مجالات الحياة، وذلك ما كان يحرص عليه النبي ﷺ والصحابة... ولا نأبه بالعلمانية الاستشراقية الغربية التي تريد أن تميع الذاتية الإسلامية)).
٣- بقاؤها وحكمتها:
بتدوين القرآن الكريم في المصاحف العثمانية وفق ما أنزل عليه من أحرفه السبعة بقيت محفوظة في السطور مع الصدور، - شأن القرآن – حفظاً إلهيا بقول الله سبحانه وتعالى: ژ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ژ[الحجر: ٩].
يقول الزرقاني(٢) – رحمه الله -: ((ولدينا دليل مادي أيضاً على بقاء الأحرف السبعة جميعاً، هو بقاء التيسير والتخفيف وتهوين الأداء على الأمة الإسلامية الذي هو الحكمة في الأحرف السبعة، فها نحن أولاء لا نزال نشاهد عن طريق القراءات المختلفة القائمة الآن سبيلا سهلاً قد وسع كافة الشعوب المسلمة، سواء منها الأمم العربية وغير العربية)).
فحيث الأعذار المتعددة لا تزال باقية، فتلاوة القرآن ميسورة كذلك دائماً، يقول الله تعالى: ژ ں ں ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [القمر: ١٧] فتيسر نشره، وسهلت تلاوته على المسلمين بسؤال رسول الله - ﷺ - ربه المعافاة والتخفيف على أمته، لتقرأه على امتداد الأزمنة والأمكنة، وتعدد الأحوال والأعذار المتنوعة، وإجابة الله إياه فيما وسعه على الأمة بتعدد الأحرف السبعة والقراءات القرآنية، كما شاء الله سبحانه وأنزل، فبلَّغ رسوله وعلّم صلى الله عليه وسلم.
٤- علاقتها بالقراءات:
(٢) مناهل العرفان، ص ١٥٤.