تعدُّ الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن الكريم أصلاً شرعياً في تنوع القراءات وتعددها، حيث هي وحي (كذلك أنزلت)، فهي للقراءات كالأصل للفرع، ويختلف العلماء في النسبة بينهما تبعاً لما يرجحه كل فريق في المراد بالأحرف: لغات ولهجات أو وجوه قراءات، من جهة، وفي كيفية رسمها على هذا المراد في المصحف من جهة أخرى. وعليه ففي مجمل أقوالهم – وهي ثلاثة – بيان لعلاقة الأحرف السبعة بالقراءات القرآنية وتتلخص فيما يأتي:
القول الأول: وهو مبني على أن المراد بالأحرف لغات أو لهجات، وعليها دُوِّنَ المصحفُ الإمام، ولهجة قريش منها بالتحديد، فتكون القراءات القرآنية حرفاً واحداً فقط من الأحرف السبعة، هو الموافق للعرضة الأخيرة دون غيرها.
وينسب الإمامان ابن تيمية(١) ثم ابن الجزري(٢) – رحمهما الله – هذا القول إلى جمهور من علماء السلف والخلف والأئمة، منهم ابن جرير الطبري(٣).
وأما القول الثاني والثالث: فمبنيان على أن المراد بالأحرف السبعة وجوه من القراءات، وعليها دون المصحف الإمام، فتكون القراءات القرآنية بعامة شاملة لجميع الأحرف السبعة، ضرورة إنزالها وحيا، وكتابتها وحفظها وجها ((فالقراءات الثابتة سواء في ذلك العشر وغيرها هي بمجموعها مجموع الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن))(٤) وهو القول الثاني ((وعليه طوائف من الفقهاء والقراء وأهل الكلام)) كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية(٥)–رحمه الله-.
(٢) النشر، ج١/٤١.
(٣) انظر: مقدمة الجزء الأول من تفسيره، ص ٦٣-٦٤، بتحقيق شاكر، دار المعارف، مصر.
(٤) الأحرف السبعة ومنَزلة القراءات منها، د. حسن عتر، ٣٥٤.
(٥) مجموع الفتاوى، ج١٣/٣٩٥.