ومن جهة ثانية فالقرآن الكريم بكلماته وحروفه ذو لغة متميزة بخصائصها، وهي العربية التي نزل بها على أحرفه السبعة، فاتسع القول في مدلولات هذه الأحرف كثيراً، تبعاً لخصائص اللغة العربية، وما حملته من وحي معصوم. ولذلك التزم علماء الإسلام منهجاً علمياً منضبطاً، يتناسب وإدراكهم جلال هذا الموضوع وخطر شأنه، ووجوب تجلية وجه الحق فيه، بما يدمغ الباطل ويزهقه بالحجج العلمية المفندة لشبهات المستشرقين وتلامذتهم فيه.
١- الأحرف السبعة:
الأحرف: جمع قلة من (حرف) كفلس وأفلس. ومما ورد عنه في لسان العرب(١): ((الحرف من حروف الهجاء معروف، واحد حروف التهجي، والأداة التي تسمى الرابطة، لأنها تربط الاسم بالاسم والفعل بالفعل، كعن وعلى ونحوهما.
والحرف في الأصل: الطرف والجانب، وبه سمي الحرف من حروف الهجاء. وحرفا الرأس: شقاه. وحرف السفينة والجبل جانبهما. والجمع أحرف وحروف وحرفة. وقال الأزهري: وكل كلمة تقرأ على الوجوه(٢) من القرآن تسمى حرفاً)).
وفي تأويل مشكل القرآن(٣): ((والحرف يقع على المثال المقطوع من حروف المعجم، وعلى الكلمة الواحدة، ويقع الحرف على الكلمة بأسرها، والخطبة كلها، والقصيدة بكمالها. ألا ترى أنهم يقولون: قال الشاعر كذا في كلمته، يعنون في قصيدته. والله جل وعز يقول: ژ ؟ ؟ ؟ ٹ ٹژ [التوبة: ٧٤]، وقال: ژ؟؟؟ژ[الفتح: ٢٦])).

(١) لسان العرب: ابن منظور، مادة حرف.
(٢) هكذا في لسان العرب.
(٣) لابن قتيبة: ص ٢٧.


الصفحة التالية
Icon