وقال أبو عمرو الداني(١): ((فأما معنى الأحرف التي أرادها النبي ﷺ هاهنا فإنه يتوجه إلى وجهين: أحدهما أن يكون يعني أن القرآن أنزل على سبعة أوجه من اللغات.. ، والحرف قد يراد به الوجه بدليل قوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [الحج: ١١]، فالمراد بالحرف هاهنا الوجه الذي تقع عليه العبادة... فلهذا سمى النبي ﷺ هذه الأوجه المختلفة من القراءات، والمتغايرة من اللغات أحرفا. على معنى أن كل شيء منها وجه على حدته غير الوجه الآخر...
والوجه الثاني من معنى الأحرف: أن يكون - ﷺ - سمى القراءات أحرفا على طريق السعة، كنحو ما جرت عليه عادة العرب في تسميتهم الشيء باسم ما هو منه، وتعلق به،... فلذلك سمى النبي ﷺ القراءة حرفا، وإن كان كلاماً كثيراً... على عادة العرب في ذلك، واعتمادا على استعمالها نحوه)).
فكلمة (حرف) تعني -في أصل وضعها اللغوي- نحو الطرف والجانب والحد، وتستعمل بعدة اعتبارات، أحدها هنا: الدلالة على ما تقرأ عليه ألفاظ القرآن الكريم.
والسبعة: صفة الأحرف، للمذكر من العدد: فوق الستة ودون الثمانية(٢). فالأحرف السبعة هي التي ورد ذكرها في حديث رسول الله ﷺ بشأن نزول القرآن الكريم عليها، وحيا من الله، فلقنها كما تلقاه، فهو أول من عبر عنها لصحابته وأمته من بعده، فنسبها إلى الوحي والحق والصواب وتيسير الله بها عليهم.
٢- القراءات القرآنية:

(١) الأحرف السبعة للقرآن (وهو قطعة من كتابه ((جامع البيان))، تحقيق د. عبد المهيمن طحان: ٢٧-٢٨ باختصار.
(٢) انظر: معجم متن اللغة، للشيخ أحمد رضا.


الصفحة التالية
Icon