ولكن غولدزيهر يعللها - متواترة أو شاذة - في مواضع من كتابه بأكثر من علة، فمرة بالخط بقوله(١): ((وترجع نشأة قسم كبير من هذه الاختلافات إلى خصوصية الخط العربي)) ومرة بالإضافة الموضحة فيقول(٢): ((وطائفة أخرى من القراءات الظاهرة في هذه الدائرة تنشأ من إضافة زيادات تفسيرية، حيث يستعان أحياناً على إزالة غموض في النص بإضافة تمييز أدق، يحدد المعنى المبهم، ودفعاً لاضطراب التأويل))، وثالثة: بما يحلله من دلالة الألفاظ ويراه خشية استعمال عبارات غير لائقة كما يقول(٣): ((وهنا أراد بعض القراء استبعاد هذا التخوف بتغيير يسير في النص )). على طريقة اليهود أجداده، ورابعة: بما يزعمه(٤) من ((إهمال الناسخ... ، أو خطأ كتابي وقع فيه ناسخ غير يقظ)).
٣- وصف غولدزيهر(٥) حديث الأحرف بغموض الدلالة، وعدم وضوح موقف العلماء منه. ولا يستقيم هذا الوصف مع تمام اعتنائهم بالقرآن الكريم وما يتصل به أيما اعتناء، بلغ ببعضهم إلى حد إفراد الأحرف السبعة بالتأليف، وما كثرة الأقوال المنقولة عن العلماء في المراد بالأحرف السبعة، والتي عدها هو نفسه هنا ٣٥ وجها إلا دليلاً يعلمه غولد زيهر على ذلك، فينتقض به قوله، أو ينقضه هو بقوله – بعد ذلك – ((وقد ألف أبو شامة كتاباً خاصاً في وجوه التفسير المختلفة لحديث الأحرف السبعة))(٦).
(٢) المرجع السابق، ص ١٥-١٦، ٢١.
(٣) المرجع السابق، ص ٣٢.
(٤) المرجع السابق، ص ٤٦.
(٥) انظر: المرجع السابق، ص ٥٣.
(٦) مذاهب التفسير الإسلامي، ص ٦٠، يقصد كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، لشهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي المعروف بأبي شامة، ت ٦٦٥ه.