يقول د. حسن عتر(١): ((علما بأن الطبري قد ذكر روايات كثيرة جداً لحديث الأحرف السبعة، رفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر منها هاتين الروايتين. فلقد رفعهما الطبري إلى رسول الله ﷺ ولم يقف بهما عند عمر رضي الله عنه. فذكر في الرواية الأولى منهما أن عمر ترافع مع رجل إلى رسول الله - ﷺ - في قراءة القرآن. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا عمر إن القرآن كله صواب، ما لم تجعل رحمة عذاباً أو عذاباً رحمة)). وفي الرواية الثانية أن الرسول ﷺ قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف وكاف)). اه. فما رأيك بتحريف غولد زيهر هذا – بعد مشاهدته ما في تفسير الطبري – أهو جهالة أم سفاهة وحقد!؟ وتأمل أمر الذين يثقون بكتبه وكتب أمثاله))
٦- الطعن في عدد الأحرف السبعة، مرة من جهة تحديده، وثانية أن له فعلاً سحرياً في نفوس الساميين(٢). وهذا التشغيب مما لا يتفق وطبيعة الأحرف السبعة، من حيث الاعتقاد الديني بها، فضلاً عن إرادة العدد، الذي هو ظاهر في النصوص النبوية، أو عدم إرادته كما اختاره بعض علماء المسلمين. ((وبهذا يعلم أن ما ذهب إليه غولد زيهر رأي قديم عند العلماء، تأباه الأحاديث الصحيحة، والآثار القوية))(٣).
مدى التزام الرؤية الاستشراقية للقراءات القرآنية بالضوابط العلمية
تعرض المستشرقون للقراءات القرآنية عامة فطعنوا في مصدرها ورجالها، وأصولها الضابطة لها، ولم يميزوا بين أنواعها على أساس صحيح، ولا ضابط منهجي.
(٢) انظر: مذاهب التفسير الإسلامي، غولد زيهر، ص ٥٤، وكلام د. صبحي الصالح في ذلك، عن الموسوعة الإسلامية بالفرنسية (مباحث في علوم القرآن، ص ١٠٤، بيروت دار العلم، للملايين، ط٦، ١٩٦٩م).
(٣) القراءات في نظر المستشرقين والملحدين، ص ١٩٥.